responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معالم المدرستين نویسنده : العسكري، السيد مرتضى    جلد : 1  صفحه : 174
على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم مقنع في الحديد -، فأقبل أسيد بن حضير، وعيينة ماد رجليه فقال له: يا عين الهجرس، اقبض رجليك. أتمد رجليك بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ والله لولا رسول الله لانفذت حضنيك بالرمح ! ثم قال: يا رسول الله صلى الله عليك، إن كان أمرا من السماء فامض له، وإن كان غير ذلك فو الله لا نعطيهم إلا السيف. متى طمعتم بهذا منا ؟ فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ وسعد بن عبادة فاستشارهما خفية، فقالا: إن كان هذا أمرا من السماء فامض له، وإن كان أمرا لم تؤمر فيه ولك فيه هوى فسمع وطاعة، وإن كان إنما هو الرأي فما لهم عندنا إلا السيف. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني رأيت العرب رمتكم عن قوس واحدة فقلت أرضيهم ولا اقاتلهم. " فقالا: يا رسول الله، والله إن كانوا ليأكلون العلهز في الجاهلية من الجهد، ما طمعوا بهذا مناقط: أن يأخذوا ثمرة إلا بشراء أو قرى ! فحين أتانا الله بك وأكرمنا بك، وهدانا بك، نعطي الدنية ! لا نعطيهم أبدا إلا السيف. فقال صلى الله عليه وسلم: " شق الكتاب. " فشقه سعد، فقام عيينة والحارث. فقال صلى الله عليه وسلم: " ارجعوا بيننا السيف " رافعا صوته. كانت هذه قصة استشارة الرسول صلى الله عليه وآله مع أصحابه في هذه الغزوة، ويظهر من محاورة الرسول فيها أنه صلوات الله عليه أراد أن يوقع الخلاف بين القبائل المحاربة، وخاصة أن في آخره يرفع صوته ويقول: " ارجعوا بيننا السيف " فان هذا الخبر ينتشر ويبلغ قريشا ويقع بينهم الخلاف، وقد رويا بعد هذا: أن رسول الله صلى الله عليه وآله أمر نعيم بن مسعود بذلك ونجح، فالقى الشك والترديد والخلاف بين بني قريضة وقريش وكان ذلك من أسباب انكسارهم [1]. في ضوء ما بيناه من مشاورات الرسول صلى الله عليه وآله، يتضح لنا جليا أنه لم تكن الغاية من تلك المشاورات ان يتعلم الرسول صلى الله عليه وآله من اصحابه الرأي الصائب ليعمل به، بل كانت الغاية احيانا ان يعلمهم الرسول صلى الله عليه وآله باسلوب المشورة الرأي الصائب الذي كان يعلمه الرسول صلى الله عليه وآله مسبقا ليعملوا به.

[1] مغازى الواقدي " ج 1 / 235 - 237 "، وامتاع الاسماع للمقريزي 235 - 236. والعلهز: كان اهل الجاهلية في سني القحط والجماعة يخلطون الوبر بالدم ويشوونه ويأكلونه، ويسمونه العلهس. الهجرس: ولد الثعلب، وقيل هو القرد أو دويبة اخرى.

نام کتاب : معالم المدرستين نویسنده : العسكري، السيد مرتضى    جلد : 1  صفحه : 174
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست