فَذِكْرُهُ لَكَ أَجَلُّ وَ أَشْهَى وَ أَثْنَى وَ أَتَمُّ مِنْ ذِكْرِكَ لَهُ وَ أَسْبَقُ وَ مَعْرِفَتُكَ بِذِكْرِهِ لَكَ تُورِثُكَ الْخُضُوعَ وَ الِاسْتِحْيَاءَ وَ الِانْكِسَارَ وَ يَتَوَلَّدُ مِنْ ذَلِكَ رُؤْيَةُ كَرَمِهِ وَ فَضْلِهِ السَّابِقِ وَ تَصْغُرُ عِنْدَ ذَلِكَ طَاعَتُكَ وَ إِنْ كَثُرَتْ فِي جَنْبِ مِنَّتِهِ وَ تَخْلُصُ لِوَجْهِهِ وَ رُؤْيَتُكَ ذِكْرَكَ لَهُ تُورِثُكَ الرِّيَاءَ وَ الْعُجْبَ وَ السَّفَهَ وَ الْغِلْظَةَ فِي خَلْقِهِ وَ اسْتِكْثَارَ الطَّاعَةِ وَ نِسْيَانَ فَضْلِهِ وَ كَرَمِهِ وَ لَا تَزْدَادُ بِذَلِكَ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى إِلَّا بُعْداً وَ لَا تَسْتَجْلِبُ بِهِ عَلَى معنى [مُضِيِ] الْأَيَّامِ إِلَّا وَحْشَةً وَ الذِّكْرُ ذِكْرَانِ ذِكْرٌ خَالِصٌ بِمُوَافَقَةِ الْقَلْبِ وَ ذِكْرٌ صَارِفٌ لَكَ بِنَفْيِ ذِكْرِ غَيْرِهِ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص أَنَا لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ فَرَسُولُ اللَّهِ ص لَمْ يَجْعَلْ لِذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى مِقْدَاراً عِنْدَ عِلْمِهِ بِحَقِيقَةِ سَابِقَةِ ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْ قَبْلِ ذِكْرِهِ لَهُ وَ مَنْ دُونَهُ أَوْلَى فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذْكُرَ اللَّهَ تَعَالَى فَلْيَعْلَمْ أَنَّهُ مَا لَمْ يَذْكُرِ اللَّهُ الْعَبْدَ بِالتَّوْفِيقِ لِذِكْرِهِ لَا يَقْدِرُ الْعَبْدُ عَلَى ذِكْرِهِ