افْتَخَرْتَ بِعِلْمِكَ وَ نَسَبِكَ وَ أَنْتَ غَافِلٌ عَنْ مُضْمِرَاتِ مَا فِي غَيْبِ اللَّهِ تَعَالَى وَ رُبَّمَا تَوَهَّمْتَ أَنَّكَ تَدْعُو اللَّهَ وَ أَنْتَ تَدْعُو سِوَاهُ وَ رُبَّمَا حَسِبْتَ أَنَّكَ نَاصِحٌ لِلْخَلْقِ وَ أَنْتَ تُرِيدُهُمْ لِنَفْسِكَ أَنْ يَمِيلُوا إِلَيْكَ وَ رُبَّمَا ذَمَمْتَ نَفْسَكَ وَ أَنْتَ تَمْدَحُهَا عَلَى الْحَقِيقَةِ وَ اعْلَمْ أَنَّكَ لَنْ تَخْرُجَ مِنْ ظُلُمَاتِ الْغُرُورِ وَ التَّمَنِّي إِلَّا بِصِدْقِ الْإِنَابَةِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى وَ الْإِخْبَاتِ لَهُ وَ مَعْرِفَةِ عُيُوبِ أَحْوَالِكَ مِنْ حَيْثُ لَا يُوَافِقُ الْعَقْلَ وَ الْعِلْمَ وَ لَا يَحْتَمِلُهُ الدِّينُ وَ الشَّرِيعَةُ وَ سُنَنُ الْقُدْوَةِ وَ أَئِمَّةِ الْهُدَى وَ إِنْ كُنْتَ رَاضِياً بِمَا أَنْتَ فِيهِ فَمَا أَحَدٌ أَشْقَى بِعِلْمِهِ وَ عَمَلِهِ مِنْكَ وَ أَضْيَعُ عُمُراً فَأُورِثْتَ حَسْرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ