لا فكرة له، ولا فكرة لمن لا اعتبار له، ولا اعتبار لمن لا ازدجار له، ولا ازدجار لمن لا إقلاع له.
يا نفس:
ما لي أراك إذا قرب إليك الطعام في الليل الداج [1]، تكلفت إنارة السراج، لتبصرين ما يدخل بطنك من المأكول والمشروب، ولا تهتمين بإنارة لبك [2] بالعلم والتقوى [ لتسلمين ] من لواحق الجهالة والذنوب، فنزهي نفسك عن المآثم والعيوب، واعلمي: أن أعظم الخطايا عند الله تعالى اللسان الكذوب.
وعليك بالتقوى وصحة النية في العلوم [3] والأعمال، فإن دخلها الرياء ضاع الربح ورأس المال، فبالإخلاص يعرف الصواب من الزلل، والاستقامة من الخطل، وكلما امتدت المعارف، اشتدت المخاوف [4].
وإياك واتباع إبليس الذي رضي بهلاك نفسه، واختار من كل شئ أقبح جنسه، [ أترين ] من غر أباك ينصحك، ومن أفسد شأن نفسه يصلحك، فما يغتر بالدنيا غير غر [5]، لا يعرف هرا من بر [6].