responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كنزالفوائد نویسنده : الكراجكي، أبو الفتح    جلد : 1  صفحه : 197
عن أبيه عن محمد ابن أبي عمير عن جعفر بن البختري قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول بلية الناس عظيمة ان دعوناهم لم يجيبونا وان تركناهم لم يهتدوا بغيرنا (فصل) من الاستدلال على ان الله تعالى ليس بجسم اعلم ان الخلاف في هذه المسألة بيننا وبين المجسمة على قسمين احدهما في المعنى والاخر في اللفظ فاما الكلام في المعنى فهو يختص بالذين يزعمون انه جسم على صفات الاجسام ويشابهها في بعض الصفات وأما الكلام في اللفظ فهو يختص بالذين يقولون انه جسم لا كالاجسام ولا يشابهها بصفة من الصفات فاما الذي يدل على بطلان مقال الذين يزعمون انه جسم لا كالاجسام فهو ان الاجسام (قد ثبت حدوثها فلو كان صانعها تعالى جسما مثلها لوجب ان يكون محدثا ويبين ذلك ان حقيقة الجسم هي ان يكون طويلا عريضا عميقا فلو كان صانع الاجسام جسما) لكانت هذه حقيقته لأن الحقيقة لا تختلف وسوى فيها الشاهد والغائب وحقيقة الجسم موجبة الابعاد ومعطية فيها المساحة والنهايات وانه مجتمع من ابعاض مختص ببعض الجهات وذلك شاهد فيه بحلول الاعراض لأن المجتمع لا غناء له عن الاجتماع والكائن من جهة دون غيرها لا يعري من الاكوان فهذه كلها دلائل الحدوث فلو كان صانع الاجسام على هذه الصفات أو على بعضها لكان محدثا ولو جاز كونه عليها وهو قديم لكانت الاجسام كلها قديمة أو في ثبوت الادلة على حدوث الاجسام وقدم محدثها دلالة واضحة على انه ليس بجسم سبحانه وتعالى دليل ثان (وشئ آخر) وهو ان صانع الاجسام واحد في الحقيقة حسبما شهدت به الادلة فلو كان جسما لخرج عن كونه واحدا لأن الجسم مجتمع من ابعاض واجزاء دليل ثالث (وشئ آخر) وهو انه لو كان جسما لوجب كونه قادرا بقدرة لبطلان كون الجسم قادرا لنفسه ولو كان كذلك لاستحال حدوث الاجسام منه إذ لا يصح من القادر بقدره ان يفعل الجسم في محل قدرته متداولا في غيره مسببا أو متولدا (دليل رابع) وهو انه لو كان جسما في الحقيقة وقد صح منه فعل الاجسام لصح من كل جسم حي قادر ان يفعل الاجسام فلما علمنا يقينا استحالة فعل الاجسام للاجسام علمنا ان فاعل الاجسام ليس بجسم على كل حال فقد بان لك بطلان مقال الذين يزعمون ان الله تعالى جسم على صفة الاجسام وحقيقتها وكما علمت انه لا يجوز ان يشبهها في جميع صفاتها فكذلك تعلم انه لا يجوز مشابهته لها في بعضها لأن كل صفد من صفات الاجسام المختصة بها دالة على حدوثها فلو اشبهها في شئ منها دل ذلك الشئ على انه محدث مثلها وبمثل هذا يعلم ايضا انه ليس بجوهر لأن الجوهر متحيز في جهة غير عارض الاعراض الدالة على حدثه فاما قولهم انا لم نر فاعلا للاجسام غير جسم فلما كان الله تعالى فاعلا وجب ان يكون جسما فقول فاسد لأن الفاعل لم يكن فاعلا لكونه جسما ولا كل صفة رأينا الفاعل في الشاهد عليها يجب ان يكون الفاعل في الغائب على نظيرها الا ترى انا لم نر في الشاهد فاعلا إلا مؤلفا لحما


نام کتاب : كنزالفوائد نویسنده : الكراجكي، أبو الفتح    جلد : 1  صفحه : 197
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست