responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كنزالفوائد نویسنده : الكراجكي، أبو الفتح    جلد : 1  صفحه : 142
عذابا متصلا غير منقطع وما وجه الحكمة والعدل في ذلك وقد علمنا ان هذا الكافر وقع منه كفره في مدة متناهية واوقات محصورة وهي مبلغ عمره الذي هو مائة سنة في المثل واقل واكثر فكيف جاز في العدل عذابه اكثر من زمان كفره والا زعمتم ان عذابه متناهي كعمره ليستمر لكم القول بالعدل وتزول مناقضتكم لما تنفون عن الله تعالى من الظلم (الجواب) فقلت له سئلت فافهم الجواب اعلم ان الحكمة لما اقتضت الخلق و التكليف وجب ان يرغب العبد فيما امره به من الايمان بغاية الترغيب ويزجره عما نهى عنه من الكفر بغاية التخويف والترهيب ليكون ذلك ادعى له الى فعل المأمور به وازجر له عن ارتكاب المنهى عنه وليس غاية الترغيب إلا الوعد بالنعيم الدائم المقيم ولا يكون غاية التخويف والترهيب إلا التوعيد بالعذاب الخالد الاليم وخلف الخبر كذب والكذب لا يجوز على الحكيم فبان بهذا الوجه ان تخليد الكافر في العذاب الدائم ليس بخارج عن الحكمة ولا القول به مناقض للادلة فقال صاحب المجلس قد اتيت في جوابك بالصحيح الواضح غير انا نظن بقية في السؤال تطلع نفوسنا الى ان نسمع عنها الجواب وهي ان الحال قد افضت الى ما ينفرد منه العقل وهو ان عذاب اوقات غير محصورة يكون مستحقا على ذنوب مدة متناهية محصورة فقلت له اجل ان الحال افضت الى ان الهالك على كفره يعذب بعذاب تقدير زمانه اضعاف زمان عمره وهذا هو السؤال بعينه وفي مراعاة ما اجبت به عنه بيان ان العقل لا يشهد به ولا ينفرد منه على انني آتي بزيادة في الجواب مقنعة في هذا الباب (فاقول) ان المعاصي تتعاظم في نفوسنا قدر نعم المعصى بها ولذلك عظم عقوق الولد لوالده لعظم احسان الوالد عليه وجلت جناية العبد على سيده لجليل انعام السيد عليه فلما كانت نعم الله تعالى اعظم قدرا واجل اثرا من ان توفى بشكر أو تحصى بحصر وهي في الغاية في الانعام الموافق لمصالح الانفس والاجسام كان المستحق على الكفر به وجحده احسانه ونعمه هو غاية الالام وغايتها هو الخلود في النار فقال رجل ينتمي الى الفقه كان حاضرا قد اجاب صاحبنا الشافعي عن هذه المسألة بجوابين هما اجلي وابين مما ذكرت قال له السائل وما هما قال أما احدهما فهو ان الله سبحانه كما ينعم في القيامة على من وقعت منه الطاعة في مدة متناهية بنعيم لا آخر له ولا غاية وجب قياسا على ذلك ان يعذب من وقعت منه المعصية في زمان محصور متناه بعذاب دائم غير منقص ولا متناه قال والجواب الاخر انه خلد الكفار في النار لعلمه انهم لو بقوا ابدا لكانوا كفارا فاستحسن السائل هذين الجوابين منه استحسانا مفرطا أما


نام کتاب : كنزالفوائد نویسنده : الكراجكي، أبو الفتح    جلد : 1  صفحه : 142
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست