responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشف المحجة لثمرة المهجة نویسنده : السيد بن طاووس    جلد : 1  صفحه : 8
يشد إليه الرحال قمين بأن نبذل في تحصيله الاموال لكثرة ما يحتوي دفتاه من مبتكرات أفكاره التي هي إلهامات إلهية كما يشاهده المطالع في هذا الكتاب الذي هو على صغر حجمه يفضل على كبار الكتب المصنفة في الاخلاق والسير والسلوك ولعمري إنه في نظر الانصاف مغن للسالك إلى الله تعالى عن أحمال من الكتب الموسومة بالاحياء والشفاء والاسفار، ولكن الان فنجدد حمد الله تعالى على كشف هذه الغمة وسد هذه الثلمة وإزالة الاسفات بأزاحة العلة وبلوغ الامنية لما وفق الله تعالى خير فتيان الزمان والمقدم في طليعة الاقران أعني الشاب الصالح والتاجر الفالح محمد كاظم بن الحاج الشيخ صادق الكتبي المحب للعلم والعلماء والساعي بجده وجهده في نشر آثارهم ولا سيما القدماء فأقدم بكمال الاشتياق وتمام الرغبات على بذل الاموال وصرف الاوقات في طبع ما ظفر به من بقية تصانيف هذا السيد الطاهر وسليل الاطياب طلبا للاجر والثواب وقد خرج منها من مطبعته حتى اليوم ما تلي: (1) فرج المهموم (2) الملاحم والفتن (3) الملهوف (4) الطرف (5) سعد السعود (6) هذا الكتاب الموسوم (بكشف المحجة) لثمرة المهجة الذي كتبه بعنوان الوصية لولده، قال في كتاب إجازاته (وجعلت له اسما آخر: كتاب إسعاد ثمرة الفؤاد على سعادة الدنيا والمعاد). أقول: وحق الحقيقة أنه اسم أنزل من السماء لان هذا الكتاب كافل لسعادة الدارين فالعامل بمضامينه لا محالة سعيد سعيد جعلنا الله من العاملين به والمنتفعين منه بحق محمد وآله الطاهرين. 25 محرم سنة 1370 محمد محسن المدعو بأقا بزرگ الطهراني
[ 1 ]
بسم الله الرحمن الرحيم يقول عبد الله ومملوكه، السيد الجليل الامام النبيل العالم العامل الفقيه الكامل العلامة الفاضل الزاهد المتورع المجاهد أوحد دهره وفريد عصره رضي الدين ركن الاسلام والمسلمين افتخار آل طه ويس جمال العارفين أفضل السادة سيد الشرفاء أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاووس العلوي الفاطمي الداودي السليماني بلغه الله في الدارين مناه وكبت أعداه بمحمد وآله، أحمد الله جل جلاله ببيان المقال ولسان الحال حمدا دائم الاتصال والكمال، وله جل جلاله المنة في معرفة القلب واعترافه بإفضاله وعلى إطلاق اللسان بالثناء على جلاله الذي ذكرني جل جلاله في الاول في مقدس اختياره لا يجادي ثم زاد جل جلاله في إسعادي وإنجادي بأن أخرجني من العدم إلى الوجود في ذخائر أرض صان لسان حالها من هوان الحجود حيث قال لها وللسماوات ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين ثم أكرم خلقي بأن جعله في حمى حرمة أول من اصطفاه من النبيين وأسجد له ملائكته أجمعين، ثم نقلني في خزائن السلامة والعناية التامة من أصلاب الاباء إلى بطون الامهات ملحوظا بالعنايات محفوظا من الافات التي جرت على الامم الهالكات مصونا عن طعن الانساب بدليل أنه جل
[ 2 ]
جلاله جعلني من ذرية سيد المرسلين وخاتم النبيين وأفضل العالمين ومن فروع أكمل الوصيين وإمام المتقين والكاشف بالاذن المقدس المكين أسرار رب العالمين ومن ثمرة فؤاد سيدة نساء الاولين والاخرين الذين تولى الله جل جلاله بتزكية أعراقهم الطاهرة وتنمية أخلاقهم الباهرة فكل شرف سبق لهم صلوات الله عليهم بالولادات وكمال الاباء والامهات فقد دخلنا معهم عليهم السلام في تحت تلك السعادات والعنايات ومن جملة فوائد تلك الاصول ما سيأتي في الفصول. الفصل الاول: اعلم أنني ما أقول هذا غفولا عن الشرف بالتقوى (إن أكرمكم عند الله أتقيكم) ولكن سلامة الاعقاب من الطعن والبلوى من أفضل نعم الله جل جلاله التي أمر جل جلاله بالاعتراف بقدرها وحث القرآن الشريف على الحديث (وأما بنعمت ربك فحدث). الفصل الثاني: وقد تضمنت كتب الاخبار ومقالات الاخيار أن تعداد النعم بطهارة الاصول وسلامتها من الوهن المرذول من مهمات المأمول ودلالات الاقبال بشهادة المعقول والمنقول. الفصل الثالث: وليس هذا من باب التزكية لنفس الانسان التي منع منها القرآن لاننا اعترفنا بها لله جل جلاله صاحب الاحسان ولان لو منع عقل أو نقل عن أمثال هذا المقال كان قد حرم على أهل الاسلام مدح أبيهم آدم على نبينا وآله وعليهم السلام وكان قد حرم على ذرية محمد صلى الله عليه وآله مدحه وتعظيمه على فعاله ومقاله لانه جدهم والمدح له مدح
[ 3 ]
لاعراقهم الجميلة وتزكية لاصولهم الجليلة. الفصل الرابع: فترى كل ذي حسب ونسب يود لو أن حسبه ونسبه من أحسابنا وأنسابنا النبوية ولا نجد أبدا حسبا ولا نسبا خيرا من أحسابنا وأنسابنا الزكية فنتمنى أو نرضى أن تكون جميع أعراقنا منه أو أننا تفرعنا عنه الفصل الخامس: ثم شرفني الله جل جلاله من لدن سلفي الاطهار محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين وزين العابدين ومن ولدني من الابرار بآباء وأمهات وأجداد وجدات، وجدت أهل العلم والامانات ممن يعتمد عليهم وقد أطبقوا على الثناء عليهم وقد ذكرت من ذلك الثناء طرفا جليلا في كتاب (الاصطفاء). الفصل السادس: ثم أخرجني الله جل جلاله إلى الوجود الحاضر بفضله الباهر على سبيل الاكرام في دولة الاسلام التي هي أشرف دول الانام بعد أن أشرقت بجدي محمد صلوات الله وسلامه عليه وآله أنوار شموسها وأطلقت بيد نبوته من قيود نحوسها وعتقت بهدايته من رق ضرها وبؤسها. الفصل السابع: ثم جعل الله جل جلاله إخراجي إلى هذا الوجود بين آبائي ظافرين من العقائد بمراد المعبود وفي بلد منشأ أهله من الفرقة الناجية ويقرب من أعلام تعظيم المشاهد المعظمة السامية. الفصل الثامن: وكان من النعم التي أمر الله جل جلاله بالحديث بها والتعظيم لها أنه جل جلاله ألهمني معرفته بطريق لا يحتمل خطر التلبيس ولا يشتمل على كدر التدليس ومن عرفني بالعيان ونور الايمان وجد لسان
[ 4 ]
الحال مصدقا هذا المقال واستغنى بالوجدان عن إقامة البرهان وقد أشرت في بعض كتب اغترفتها من بحار كرم المالك اللطيف إلى طرف من كيفية ذلك التعريف وله جل جلاله الحمد الكامل السرمد حمدا كما هو جل جلاله له أهل لا يحصى ولا يعد. الفصل التاسع: فلما دخلت سنة تسع وأربعين وستمائة هجرية ويوم النصف من محرمها قبيل الظهر يكون ابتداء دخولي في سنة إحدى وستين من عمري هلالية لاني ولدت قبل ظهر يوم الخميس نصف محرم سنة تسع وثمانين وخمسمائة في بلدة (الحلة السيفية) وكان ولدي (محمد) قد دخل في السنة السابعة من عمره الموهوب بلغه الله جل جلاله نهايات المطلوب لانه أطال الله جل جلاله في حياته ولد بعد مضي ساعتين وخمس دقائق من يوم الثلاثاء تاسع محرم سنة ثلاث وأربعين وستمائة ببلدة (الحلة السيفية) كمله الله جل جلاله بدوام عنايته وكان ولدي (علي) شرفه الله جل جلاله طول مدته وأتحفه بكرامته قد دخل في السنة الثالثة من عمره وولادته ولد بعد مضي ثانيتين وست عشرة دقيقة من يوم الجمعة ثامن محرم سنة سبع وأربعين وستمائة بمشهد مولانا علي صلوات الله عليه وهما وديعتي عند الله جل جلاله وتسليمي إليه فوجدت في خاطري في شهر محرم من السنة المقدم ذكرها البالغة بعمري إلى إحدى وستين، باعثا رجوت أن يكون من مراحم أرحم الراحمين أنني أصنف كتابا على سبيل الرسالة مني إلى ولدي (محمد) وولدي (علي) ومن عساه ينتفع به من جماعتي وذوي مودتي قبل أن يحول بيني وبين أمنيتي ما لا
[ 5 ]
بد من لقائه من انتقالي إلى آخرتي واعتبرت هذا الخاطر بالاستخارة الصادرة عن الاشارة الالهية فرأيته موافقا لما رجوت من المراحم الربانية. الفصل العاشر: وكنت قد رأيت ورويت في تواريخ الانبياء والاوصياء وصايا لمن يعز عليهم صلوات الله وسلامه عليهم ووجدت سيدنا محمد الاعظم ورسوله الاكرم قد أوصى مولانا وأبانا عليا المعظم صلوات الله عليهما وآلهما وأوصى كل منهما جماعة ممن يعز عليهما ووجدت وصايا مشهورة لمولانا علي صلوات الله عليه إلى ولده العزيز عليه السلام وإلى شيعته وخاصته ووجدت جماعة ممن تأخر زمانهم عن لقائه قد أوصوا بوصايا إلى أولادهم دلوهم بها على مرادهم، منهم محمد بن أحمد الصفواني، ومنهم علي بن الحسين ابن بابويه، ومنهم محمد بن محمد بن النعمان تغمدهم الله برحمته ورضوانه، ومنهم مصنف كتاب الوسيلة إلى نيل الفضيلة وهو كتاب جيد فيما أشار إليه رحمة الله عليه، فرأيت ذلك سبيلا مسلوكا للانبياء والاوصياء والاولياء والعلماء فامتثلت أمر الله جل جلاله في متابعتي لهم والاقتداء بهم والاهتداء بنورهم الفصل الحادي عشر: ووجدت الله جل جلاله قد آثر ولدي الاكبر (محمدا) على سائر ولدي بمهمات مما جعله جل جلاله ملكا في يدي وخصه بمصحفي وسيفي وخاتمي وثياب جسدي فرأيت أن هذا الايثار والاختصاص تنبيه من عند من يريد المعاملة لله جل جلاله بالاخلاص على أنني أوثر ولدي هذا (محمدا) وأخصه من ذخائر واهب العقول والقلوب مما أرجو أن يكون مرادا لعلام الغيوب وجامعا بينه وبين كل محبوب فمما يكون مناسبا
[ 6 ]
لما خصه الله جل جلاله من تركتي على سائر ورثتي فإن له في هذه الرسالة على ما يدل المصحف الشريف عليه من معرفة صاحب الجلالة والمؤيد بالرسالة وما يريد منه وله السعادة الباهرة وحفظ النعم الباطنة والظاهرة وأخصه في هذا الكتاب بما يكون كالسيف الذي يدفع به أعداء مولاه الذين يريدون أن يشغلوه عن رضاه وبما يكون كالخاتم الذي يختم به على أفواه قدرة الناطقين بالشواغل عن معاده ويختم به على جوارحه أن تسعى في غير مراده وبما يكون منها كالخلع التي خلعها الله جل جلاله على مهجتي ليسلمني بها من الحر والبرد ويصون بها ضرورتي فأوثره من الخلع الشريفة والملابس المنيفة التي خلعها الله جل جلاله على الالباب وجعلها جننا ودروعا واقية من العذاب والعار وجعل منها ألوية للملوك الركاب إلى دوام نعيم دار الثواب ومن خلع السرائر والخواطر والقلوب ما يبقى جمالها عليه مع فناء كل ملبس مسلوب. الفصل الثاني عشر: ووجدت أولادي الذكور قد وفر الله جل جلاله نصيبهم من تركتي على البنات فوفرت نصيبهم من ذخائر السعادات والعنايات. الفصل الثالث عشر: وقد سميته كتاب (كشف المحجة لثمرة المهجة) وإن شئت فسمه كتاب إسعاد ثمرة الفؤاد على سعادة الدنيا والمعاد، وإن شئت فسمه كتاب كشف المحجة بأكف الحجة، وسوف أرتبه بالله جل جلاله في فصول بحسب ما يجريه على عقلي وقلبي ولساني وقلمي واهب العقول فأقول مستمليا من فائض بحور علمه جل جلاله لذاته الزاخرة الباهرة ما أرجو به لي ولاولادي ولغيرهم من سعادة الدنيا والاخرة.
[ 7 ]
الفصل الرابع عشر: فيما أذكره من العذر في الاقتصار في الوصية على المواهب العقلية دون استيفاء الاحكام الشرعية، اعلم أن جماعة ممن عرفته من المصنفين اقتصروا على المعروف والمألوف من آداب وأسباب في وصايا أولادهم يتعلق بالدنيا والدين، ورأيت أن متابعتهم في ذلك تضيع لوقتي إذ كان يكفي أن أدلهم على تلك الكتب وما فيها من الاداب وما كنت أن أحتاج إلى أن أتكلف تصنيف كتاب وإنما أذكر ما أعتقد أنه أو أكثره مما لا يوجد في رسائل من ذكرت من أصحابنا العلماء في تصانيفهم لاولادهم مما أخاف أن أولادي لا يظفرون من غير كتابي هذا بمرادهم لدنياهم ومعادهم إلا أن يتداركهم الله جل جلاله الذي هو بهم أرحم وعليهم أكرم من خزانته (وعلم الانسان ما لم يعلم). الفصل الخامس عشر: فيما أذكره من تنبيه على معرفة الله جل جلاله والتشريف بذلك التعريف، اعلم يا ولدي (محمد) وجميع ذريتي وذوي مودتي أنني وجدت كثيرا ممن رأيته وسمعت به من علماء الاسلام قد ضيقوا على الانام ما كان سهله الله جل جلاله ورسوله صلى الله عليه وآله من معرفة مولاهم ومالك دنياهم وآخرتهم فإنك تجد كتب الله جل جلاله السالفة والقرآن الشريف مملوا من التنبيهات والدلالات على معرفة مولاهم ومالك دنياهم محدث الحادثات ومغير المتغيرات ومقلب الاوقات وترى علوم سيدنا محمد خاتم الانبياء وعلوم من سلف من الانبياء صلوات الله عليه وآله وعليهم على سبيل كتب الله جل جلاله المنزلة عليهم في التنبيه اللطيف والتشريف
[ 8 ]
بالتكليف ومضى على ذلك الصدر الاول من علماء المسلمين وإلى أواخر أيام من كان ظاهرا من الائمة المعصومين عليهم السلام أجمعين، فإنك تجد من نفسك بغير إشكال أنك لم تخلق جسدك ولا روحك ولا حياتك ولا عقلك ولا ما خرج عن اختيارك من الامال والاحوال والاجال ولا خلق ذلك أبوك ولا أمك ولا من تقلبت بينهم من الاباء والامهات لانك تعلم يقينا أنهم كانوا عاجزين عن هذه المقامات ولو كان لهم قدرة على تلك المهمات ما كان قد حيل بينهم وبين المرادات وصاروا من الاموات فلم يبق مندوحة أبدا عن واحد منزه عن إمكان المتجددات خلق هذه الموجودات وإنما تحتاج إلى أن تعلم ما هو عليه جل جلاله من الصفات. أقول: ولاجل شهادات العقول الصحيحة الصريحة والافهام الصحيحة بالتصديق بالصانع أطبقوا جميعا على فاطر وخالق وإنما اختلفوا في ماهيته وحقيقة ذاته وصفاته بحسب اختلافها الطرائق. أقول: وإنني وجدت قد جعل الله جل جلاله في جملتي حكما أدركته عقول العقلاء فجعلني من جواهر وأعراض وعقل روحاني ونفس وروح فلو سألت بلسان الحال الجواهر التي هي في صورتي هل كان لها نصيب من خلقي وفطرتي لوجدتها تشهد لي بالعجز والافتقار وأنها لو كانت قادرة على هذا المقدار ما اختلف عليها الحادثات والتغيرات والتقلبات ووجدتها معترفة أنها ما كان لها حديث يفترى في تلك التدبيرات وأنها ما تعلم كيفية ما فيها من التركيبات ولا عدد ولا وزن ما جمع فيها من المفردات ولو سألت بلسان


نام کتاب : كشف المحجة لثمرة المهجة نویسنده : السيد بن طاووس    جلد : 1  صفحه : 8
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست