الطاهرين ع أن القائم بالحق هذه صفته التي يصفونه بها[1] و إنه يظهر
و يقوم بعد ظهوره بحيث هو في هذه السنين الطويلة[2] و هو في هذه العدة العظيمة يناقفه
أبو يزيد الأموي[3] فمرة يظهر
عليه و يهزمه و مرة يظهر هو على أبي يزيد و يقيم بعد ظهوره و قوته و انتشار أمره
بالمغرب و الدنيا على ما هي عليه[4] فإنكم
تعلمون بعقولكم إذا سلمت من الدخل و تمييزكم إذا صفى من الهوى إن الله قد أبعد من
هذه حاله عن أن يكون القائم لله بحقه و الناصر لدينه و الخليفة في أرضه و المجدد
لشريعة نبيه ص نعوذ بالله من العمى و البكم و الحيرة و الصمم فإن هذه لصفة مباينة
لصفة خليفة الرحمن الظاهر على جميع الأديان و المنصور على الإنس و الجان المخصوص
بالعلم و البيان و حفظ علوم القرآن و الفرقان و معرفة التنزيل و التأويل و المحكم
و المتشابه و الخاص و العام و الظاهر و الباطن و سائر معاني القرآن و تفاسيره و
تصاريفه و دقائق علومه و غوامض أسراره و عظام أسماء الله التي فيه و من يقول جعفر
بن محمد الصادق ع ما قال فيه إني لو أدركته لخدمته أيام حياتي- وَ الْحَمْدُ
لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ المستحق لغاية الحمد و نهاية الشكر على جميل الولاية
[1]. يعني هل وجدتم في ما روى عن المعصوم عليه
السلام من صفات القائم بالحق ما يطابق صفة القائم بامر اللّه هذا من الجنود و
الخدم، و غضارة العيش و غير ذلك.
[2]. أي مدة ما قام الخليفة بالامر و هي نحو
أربعين سنة.
[3]. هو مخلد بن كيداد أبو يزيد الذي خرج في أيّام
القائم بأمر اللّه و حاصره في عاصمة المهدية، و وقعت بينهما حروب كثيرة، كرة غلب و
اخرى يغلب و قد يسمونه بالدجال، و القصة طويلة الذيل راجع التواريخ حوادث سنة 330
الى 344، و في اللغة« ناقفه» أي ضاربه بالسيف على الرأس، و المراد هنا المحاربة.
[4]. أي مضافا الى ما مر من عدم تطابق الصفات أنّه
أقام بالمغرب فقط و الدنيا على ما هي عليه من الظلم و الجور و الفساد، و ما رأينا
فيها عدلا يظهره الى الآن.