فتأملوا يا من وهب الله
له بصيرة و عقلا و منحه تمييزا و لبا هذا الذي قد جاء من الروايات في صفة القائم
لله بالحق و سيرته و ما خصه الله عز و جل به من الفضل و ما يؤيده الله به من
الملائكة و ما يلزمه نفسه ع من خشونة الملبس و جشوبة المطعم و إتعاب النفس و البدن
في طاعة الله تبارك و تعالى و الجهاد في سبيله و محو الظلم[3] و الجور و الطغيان و بسط الإنصاف و
العدل و الإحسان و صفة من معه من أصحابه الذين جاءت الروايات بعدتهم و أنهم
ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا و أنهم حكام الأرض و عماله عليها و بهم يفتح شرق الأرض
و غربها مع من يؤيده الله به من الملائكة فانظروا إلى هذه المنزلة العظيمة و
المرتبة الشريفة التي خصه الله عز و جل بها مما لم يعطه أحدا من الأئمة ع قبله
فجعل تمام دينه و كماله و ظهوره على الأديان كلها و إبادة المشركين و إنجاز الوعد
الذي وعد الله تعالى رسوله ص في إظهاره عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ
الْمُشْرِكُونَ على يده و حتى
[1]. كذا في المخطوط، و في المطبوع« نزلت الملائكة
ثلاثمائة و ثلاثة عشر» و كأنّه تصحيف فان 313 عدد من كان مع رسول اللّه صلّى اللّه
عليه و آله من المسلمين يوم بدر لا الملائكة.
[2]. الشهب- محركة- و الشهبة- بالضم-: بياض يخالطه
سواد، و الاشهب: ما كان لونه الشهبة و الجمع شهب بضم الشين و سكون الهاء. و البلق-
بضم الباء- جمع أبلق و هو ما فيه بياض و سواد. و الحو جمع أحوى كالحمر جمع أحمر.