على قديم الأيام و حديثها من الروايات المتصلة فيها الموجبة
لحدوثها المقتضية لكونها مما قد أوردناه في هذا الكتاب حديثا حديثا و روي فيه و
فكر فكرا منعما[1] و لم يجعل
قراءته و نظره فيه صفحا دون شافي التأمل و لم يطمح ببصره عن حديث منها يشبه ما
تقدمه دون إمعان النظر فيه و التبيين له و لما يحوي من زيادة المعاني بلفظه من
كلام الإمام ع بحسب ما حمله واحد من الرواة عنه علم[2] أن هذه الغيبة لو لم تكن و لم تحدث مع
ذلك و مع ما روي على مر الدهور فيها لكان مذهب الإمامة باطلا لكن الله تبارك و
تعالى صدق إنذار الأئمة ع بها و صحح قولهم فيها في عصر بعد عصر و ألزم الشيعة
التسليم و التصديق و التمسك بما هم عليه و قوى اليقين في قلوبهم بصحة ما نقلوه و
قد حذر أولياء الله ص شيعتهم من أن تميل بهم الأهواء أو تزيغ بهم و بقلوبهم الفتن
و اللأواء في أيامها و وصفوا ما يشمل الله تعالى خلقه به من الابتلاء عند وقوعها
بتراخي مدتها و طول الأمد فيها- لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَ
يَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ
فإنه أراد عز و جل يا
أمة محمد أو يا معشر الشيعة لا تكونوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلُ
فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فتأويل هذه الآية جاء في
[1]. أي شافيا دقيقا بالغا. و في بعض النسخ«
ممعنا» من الامعان.