responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كتاب الغيبة للنعماني نویسنده : النعماني، محمد بن إبراهيم    جلد : 1  صفحه : 21

إلى الخيرات و اجتناب الفواحش و المنكرات و التنزه عن سائر المحظورات و مراقبة الله تقدس ذكره في الملإ و الخلوات و تشغل القلوب و إتعاب الأنفس و الأبدان في حيازة القربات قد تفرقت كلمها[1] و تشعبت مذاهبها و استهانت بفرائض الله عز و جل و حنت‌[2] إلى محارم الله تعالى فطار بعضها علوا و انخفض بعضها تقصيرا و شكوا جميعا إلا القليل في إمام زمانهم و ولي أمرهم و حجة ربهم التي اختارها بعلمه كما قال جل و عز- وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَ يَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ[3] من أمرهم للمحنة الواقعة بهذه الغيبة التي سبق من رسول الله ص ذكرها و تقدم من أمير المؤمنين ع خبرها و نطق في المأثور من خطبه و المروي عنه من كلامه و حديثه بالتحذير من فتنتها و حمل أهل العلم و الرواية عن الأئمة من ولده ع واحدا بعد واحد أخبارها حتى ما منهم أحد إلا و قد قدم القول فيها و حقق كونها و وصف امتحان الله تبارك و تعالى اسمه خلقه بها بما أوجبته قبائح الأفعال و مساوي الأعمال و الشح المطاع و العاجل الفاني المؤثر على الدائم الباقي و الشهوات المتبعة و الحقوق المضيعة التي اكتسبت سخط الله عز و تقدس فلم يزل الشك و الارتياب قادحين في قلوبهم‌

كَمَا قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع فِي كَلَامِهِ لِكُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ فِي صِفَةِ طَالِبِي الْعِلْمِ وَ حَمَلَتِهِ‌ أَوْ مُنْقَاداً لِأَهْلِ الْحَقِّ لَا بَصِيرَةَ لَهُ يَنْقَدِحُ الشَّكُّ فِي قَلْبِهِ لِأَوَّلِ عَارِضٍ مِنْ شُبْهَةٍ[4].

حتى أداهم ذلك إلى التيه و الحيرة و العمى و الضلالة و لم يبق منهم إلا القليل النزر الذين ثبتوا على دين الله و تمسكوا بحبل الله و لم يحيدوا عن صراط الله المستقيم و تحقق فيهم وصف الفرقة الثابتة على الحق التي لا تزعزعها الرياح و لا يضرها الفتن و لا يغرها لمع السراب و لم تدخل في دين الله بالرجال فتخرج منه بهم.


[1].« قد تفرقت» الجملة مفعول ثان لرأينا و ما بينهما جملة معترضة.

[2]. كذا صححناه، و في النسخ« و خفت» و المعنى استخفت محارم اللّه تعالى.

[3]. القصص: 68.

[4]. في اللغة قدح الشي‌ء في صدرى أي أثر.

نام کتاب : كتاب الغيبة للنعماني نویسنده : النعماني، محمد بن إبراهيم    جلد : 1  صفحه : 21
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست