و هذه الأحاديث دالة على
ما قد آلت إليه أحوال الطوائف المنتسبة إلى التشيع ممن خالف الشرذمة المستقيمة على
إمامة الخلف بن الحسن بن علي ع لأن الجمهور منهم من يقول في الخلف أين هو و أنى يكون
هذا و إلى متى يغيب و كم يعيش هذا و له الآن نيف و ثمانون سنة فمنهم من يذهب إلى
أنه ميت و منهم من ينكر ولادته و يجحد وجوده بواحدة[1] و يستهزئ بالمصدق به و منهم من
يستبعد المدة و يستطيل الأمد و لا يرى أن الله في قدرته و نافذ سلطانه و ماضى أمره
و تدبيره قادر على أن يمد لوليه في العمر كأفضل ما مده و يمده لأحد من أهل عصره و
غير أهل عصره و يظهر بعد مضي هذه المدة و أكثر منها فقد رأينا كثيرا من أهل زماننا
ممن عمر مائة سنة و زيادة عليها و هو تام القوة مجتمع العقل فكيف ينكر لحجة الله
أن يعمره أكثر من ذلك و أن يجعل ذلك من أكبر آياته التي أفرده بها من بين أهله
لأنه حجته الكبرى التي يظهر دينه على كل الأديان و يغسل بها الأرجاس و الأران[2] كأنه لم
يقرأ في هذا القرآن قصة موسى في ولادته و ما جرى على النساء و الصبيان بسببه من
القتل و الذبح حتى هلك في ذلك الخلق الكثير تحرزا من واقع قضاء الله و نافذ أمره
حتى كونه الله عز و جل على رغم