شهاب الدّين دولتآبادي في «هداية السّعداء»، و الشيخ سليمان
المعروف بخواجه كلان البلخيّ القندوزيّ في «ينابيع المودّة»، و الشيخ عامر بن عامر
البصريّ صاحب القصيدة التّائيّة المسمّاة بذات الأنوار، و غيرهم من العلماء ممّن
يطول بذكرهم الكلام.
و قد صرّح بولادته جماعة
من علماء أهل السّنّة الأساتذة في النّسب و التّاريخ و الحديث كابن خلّكان في
«الوفيات» و ابن الأرزق في «تاريخ ميافارقين»- على ما حكى عنه ابن خلّكان- و ابن
طولون في «الشذرات الذّهبيّة» و ابن الورديّ على ما
______________________________
-
من كتابه المعروف بالفتوحات: «و اعلموا أنّه لا بدّ من خروج المهدى عليه السلام،
لكن لا يخرج حتّى تمتلئ الأرض جورا و ظلما، فيملؤها قسطا و عدلا، و لو لم يكن من
الدنيا الا يوم واحد يطول اللّه تعالى ذلك اليوم حتّى يلي ذلك الخليفة، و هو من
عترة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله من فاطمة- رضى اللّه عنها-، جده الحسين بن
عليّ بن أبي طالب، و والده حسن العسكريّ ابن الامام على النقى- بالنون- ابن محمّد
التقى- بالتاء- ابن الامام على الرضا، ابن الإمام موسى الكاظم، ابن الإمام جعفر
الصادق، ابن الإمام محمّد الباقر، ابن الامام زين العابدين على، ابن الإمام
الحسين، ابن الإمام عليّ بن أبي طالب- رضى اللّه عنهم-، يواطئ اسمه اسم رسول اللّه
صلّى اللّه عليه و آله يبايعه المسلمون بين الركن و المقام، يشبه رسول اللّه صلّى
اللّه عليه و آله في الخلق- بفتح الخاء- و ينزل عنه في الخلق- بضمها- اذ لا يكون
أحد مثل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله في أخلاقه، و اللّه تعالى يقول: «وَ إِنَّكَ
لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ»، هو أجلى الجبهة، أقنى الانف، أسعد الناس به أهل الكوفة،
يقسم بالسوية، و يعدل في الرعية، يأتيه الرجل فيقول: يا مهديّ أعطنى- و بين يديه
المال- فيحثو له في ثوبه ما استطاع أن يحمله، يخرج على فترة من الدين يزع اللّه به
ما لا يزع بالقرآن، يمسى الرجل جاهلا و جبانا و بخيلا، فيصبح عالما شجاعا كريما
يمشى النصر بين يديه، يعيش خمسا أو سبعا أو تسعا، يقفو اثر رسول اللّه صلّى اللّه
عليه و آله لا يخطئ، له ملك يسدده من حيث لا يراه، يحمل الكل (كذا)، و يعين
الضعيف، و يساعد على نوائب الحق- الى أن قال-: يبيد الظلم و أهله، و يقيم الدين، و
ينفخ الروح في الإسلام، يعز اللّه به الإسلام بعد ذله، و يحييه بعد موته، يضع
الجزية، و يدعو إلى اللّه بالسيف، فمن أبى قتل، و من نازعه خذل، يظهر من الدين ما
هو عليه الدين في نفسه حتّى لو كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله حيا-