و في هذين الحديثين من
ذكر الغيبة و صاحبها ما فيه كفاية و شفاء للطالب المرتاد[1] و حجة على أهل الجحد و العناد و في
الحديث الثاني إشارة إلى ذكر عصابة لم تكن تعرف فيما تقدم و إنما يبعث في سنة ستين
و مائتين و نحوها و هي كما قال أمير المؤمنين ع سنة إظهار غيبة المتغيب و هي كما
وصفها و نعتها و نعت الظاهر برايتها و إذا تأمل اللبيب الذي له قلب كما قال الله
تعالى- أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَ هُوَ شَهِيدٌ هذا التلويح[2] اكتفى به عن
التصريح نسأل الله الرحيم توفيقا للصواب برحمته
[1]. المرتاد من رود، و في اللغة ارتاد الشيء
ارتيادا طلبه فهو مرتاد.
[2]. التلويح: الإشارة من بعيد مطلقا بأى شيء
كان، و منه سميت الكناية الكثيرة الوسائط تلويحا.
[3]. الخنّس جمع خانس من خنس إذا تأخّر، و هي
الكواكب كلها فانها تغيب بالنهار و تظهر بالليل، و فسر في الخبر بامام يخنس أي
يتأخّر عن الناس و يغيب، و الجمع باعتبار شموله لسائر الأوصياء أو للتعظيم، أو
يكون ذكرها لتشبيه الامام بها في الغيبة و الظهور، و المراد الكواكب. و قول الإمام
عليه السلام تشبيه لا تفسير كما في سائر الآيات المؤوّلة.