للتجسس و قد فعلوا ذلك و لم يروا له أثرا و قوله فعند ذلك سبت
شيعة علي سبها أعداؤها و ظهرت عليها الأشرار و الفساق باحتجاجها يعني باحتجاجها
عليها في الظاهر و قولها فأين إمامكم دلونا عليه و سبهم لهم و نسبتهم إياهم إلى
النقص و العجز و الجهل لقولهم بالمفقود العين و إحالتهم على الغائب الشخص و هو
السب فهم في الظاهر عند أهل الغفلة و العمى محجوجون[1] و هذا القول من أمير المؤمنين ع في
هذا الموضع شاهد لهم[2] بالصدق و
على مخالفيهم بالجهل و العناد للحق ثم حلفه ع مع ذلك بربه عز و جل بقوله فو رب علي
إن حجتها عليها قائمة ماشية في طرقها داخلة في دورها و قصورها جوالة في شرق هذه
الأرض و غربها تسمع الكلام و تسلم على الجماعة و ترى و لا ترى أ ليس ذلك مزيلا
للشك في أمره ع و موجبا لوجوده و لصحة ما ثبت في الحديث الذي هو قبل هذا الحديث من
قوله إن الأرض لا تخلو من حجة لله و لكن الله سيعمي خلقه عنها بظلمهم و جورهم و
إسرافهم على أنفسهم ثم ضرب لهم المثل في يوسف ع أن الإمام ع موجود العين و الشخص
إلا أنه في وقته هذا يرى و لا يرى كما قال أمير المؤمنين ع إلى يوم الوقت و الوعد
و نداء المنادي من السماء.
اللهم لك الحمد و الشكر
على نعمك التي لا تحصى و على أياديك التي لا تجازى و نسألك الثبات على ما منحتنا
من الهدى برحمتك