responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدة الداعي نویسنده : ابن فهد الحلي    جلد : 1  صفحه : 193
وكم نشرع في الدعاء بالتكلف من غير اقبال ويكون آخره البكاء والابتهال والالحاح في السؤال، بل ترك الدعا والسؤال مقس للقلب ومظلم له حتى لا يكاد على طول تركه تميل النفس إليه اصلا، وإذا اعتيد الفته وعشقته وعاد هواها ومشتهاها. وقال النبي صلى الله عليه واله: الخير عادة. وكثيرا ما نرى من تتوق [1] نفسه في اوقات الى البكاء والدعا كما تتوق نفس المريض الى العافية والشفاء، والعطشان الى لذيذ الشراب والماء، وإذا جلس متخليا بربه يلقى ذلك راحة لنفسه، وفراغا لسره وراحة لعقله، وطمأ نينة لقلبه، ونورا مشرقا قد جلله، وتاج تكلله، وصار جليسا لربه، ومحادثا لخالقه ومقترحا على رازقه. ومناديا لمالك دار الفناء ودار البقاء ومشرفا بحضرت سلطان السماء. سئل الصادق عليه السلام: ما بال المجتهدين (المجتهدين) انهم من أحسن الناس وجها ؟ قال: لانهم خلوا بالله سبحانه فكساهم من نوره. عن الصادق عن ابيه الباقر عليهما السلام قال: كان فيما اوحى الله الى موسى بن عمر ان عليه السلام: كذب من زعم انه يحبنى فإذا جنه الليل نام، يابن عمران لو رأيت الذين يصلون لى في الدجى وقد مثلت نفسي بين اعينهم يخاطبوني وقد جليت عن المشاهدة، وتكلموني وقد عززت عن الحضور، يابن عمران هب لى من عينيك الدموع من قلبك الخشوع ومن بدنك الخضوع، ثم ادعنى في ظلم الليالى تجدني قريبا مجيبا. وعن على بن محمد النوفلي قال: سمعته عليه السلام: يقول: ان العبد ليقوم في الليل فيميل به النعاس يمينا وشمالا وقد وقع ذقنه على صدره فيأمر الله ابواب السماء فتفتح، ثم يقول للملئكة انظروا الى عبدى ما يصيبه من (في) التقرب الى بما لم افترضه عليه راجيا منى ثلاث خصال: ذنب اغفر له، أو توبة اجد دهاله، أو رزقا ازيده فيه اشهدوا

[1] تاق يثوق إليه: اشتاق إليه (اقرب) (*).

نام کتاب : عدة الداعي نویسنده : ابن فهد الحلي    جلد : 1  صفحه : 193
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست