responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدة الداعي نویسنده : ابن فهد الحلي    جلد : 1  صفحه : 192
تصاولا [1] فإذا عرفت من نفسك الكسل والجبن عن محاربته فاياك اياك ان تلقاه مع ذلك بغير سلاح فانه ينتهز فرصة الظفر بك ويصرعك لا محالة بل تسلح وتجلد وأظهر له انك قادر على قتاله غير مول عنه فلعله يجبن فيولى عنك فيسلم، أو لعلك إذا تجلدت قوى قلبك ونشطت نفسك وذهب عنك ما كنت تجده من التكاثل والتخاذل، أو لعلك إذا فعلت ذلك رحمك الله فايدك بنصره. ولهذا السر سماه النبي صلى الله عليه واله بالسلاح حيث يقول: الا ادلكم على سلاح ينجيكم من أعدائكم ويدر أرزاقكم قالوا، بلى يا رسول الله قال: تدعون ربكم بالليل والنهار فان سلاح المؤمن الدعا [2]. واعلم ان أعدائك اربعة: الهوى، والدنيا، والشيطان، ونفسك الامارة، وهذه الاربعة مجموعة في دعائهم عليهم السلام (فيا غوثاه ثم واغوثاه بك يا الله من هوى قد غلبنى، ومن عدو استكلب على، ومن دنيا قد تزينت لى، ومن نفس امارة بالسوء الا ما رحم ربى) فانظر الى هذا الدعا كيف خرج عند ذكر هؤلاء مخرج الاستغاثة، ولا تكون الاستغاثة ابدا الا ممن يخاف على نفسه من أشد الاعداء القهر والابتلاء، ومن استسلم في قبض عدوه هلك لا محالة، فعليك بالدعا والتضرع وان لم يكن لك اقبال، ولا تنتظر خلو البال فان ذلك قليل الوجود عزيز المثال، فادع كيفما أمكنك وعلى كل حال فان مجرد الدعا وذكر الله سبحانه مطردة للشيطان عنك. وقد روى عن النبي صلى الله عليه واله: على كل قلب جاثم من الشيطان فإذا ذكر اسم الله خنس الشيطان وذاب، وإذا ترك الذكر التقمه الشيطان فجذبه واغواه واستزله واطغا ه [3].

[1] تصاولا: تواثبا (اقرب).
[2] قد تقدم ذكر هذا الخبر مع مع معنى بعض جملاته ذيلا في ص 12.
[3] وستطلع على فضيلة الذكر ورواياته بتفضيلها في باب الخامس، جثم: لزم مكا نه فلم يبرح فهو جاثم. قوله: الوسواس الخناس يعنى الشيطان لانه يخنس إذا ذكر الله أي يذهب ويستر (المجمع) (*).

نام کتاب : عدة الداعي نویسنده : ابن فهد الحلي    جلد : 1  صفحه : 192
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست