responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدة الداعي نویسنده : ابن فهد الحلي    جلد : 1  صفحه : 166
روى ان الله سبحانه وتعالى أوحى الى موسى عليه السلام ان اصعد الجبل لمناجاتي، وكان هناك جبال فتطاولت الجبال وطمع كل ان يكون هو المصعود عليه عدا جبلا صغيرا احتقر نفسه وقال: انا اقل ان يصعدني نبى الله لمناجات رب العالمين، فأو حى الله إليه أن اصعد ذلك الجبل، فانه لا يرى لنفسه مكانا [1]. وعن النبي صلى الله عليه واله: ثلاثة لا يزيد الله بهن الا خيرا: التواضع لا يزيد الله به الا ارتفاعا، وذل: النفس لا يزيد الله به الاعزا، والتعفف لا يزيد الله به الا غنا. وايضا ففى وضع النفس وكسرها واسخاطها رضى الله سبحانه. ففيما اوحى الله تعالى الى داود: يا داود انى وضعت خمسة في خمسة والناس يطلبونها في خمسة غيرها فلا يجدونها: وضعت العلم في الجوع والجهد وهم يطلبونها في الشبع والراحة فلا يجدونه، ووضعت الغرفى طاعتي وهم يطلبونها في خدمة السلطان فلا يجدونه، ووضعت الغنى في القناعة وهم يطلبونه في كثرة المال فلا يجدونه، ووضعت رضائي في سخط النفس وهم يطلبونه في رضى النفس فلا يجدونه، ووضعت الراحة في الجنة وهم يطلبونها في الدنيا فلا يجدونها. ولما في ذكر الذنوب من الخوف والرقة. قال الصادق عليه السلام: إذا رق احدكم فليدع فان القلب لا يرق حتى يخلص [2]. وربما كان سببا للبكاء وارسال الدموع وهو من الاداب، وتأهبك بأدب يكون

[1] عن ابى بصير في حديث قال: دخلت على ابى الحسن موسى (ع) فقال: ان نوحا كان في السفينة وكان فيها ما شاء الله وكانت السفينة مأمورة فطافت بالبيت وهو طواف النساء وخلى سبيلها نوح فأوحى الله الى الجبال: انى واضع سفينة نوح عبدى على جبل منكن فتطاولت وشمخت وتواضع الجودى وهو جبل عندكم فضربت السفينة بجؤجؤها الجبل. الحديث. تطاول: امتد وارتفع وتفضل. شمخ الجبل: علا وطال. الجؤجؤ كهدهد: الصدر (مرآت) باب التواضع.
[2] قد مضى هذا الحديث مع شرحه ذيلا في ص 114 (*).

نام کتاب : عدة الداعي نویسنده : ابن فهد الحلي    جلد : 1  صفحه : 166
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست