responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عدة الداعي نویسنده : ابن فهد الحلي    جلد : 1  صفحه : 103
وفى الخبر النبوى (ص): انه يفتح للعبد يوم القيامة على كل يوم من ايام عمره اربع وعشرون خرانة عدد ساعات الليل والنهار، فخزانة يجدها مملوة نورا وسرورا فيناله عند مشاهدتها من الفرح والسرور ما لو وزع على اهل النار لادهشهم عن الاحساس بالم النار وهى الساعة التى اطاع فيها ربه، ثم يفتح له خزانة اخرى فيراها مظلمة منتنة مفزعه فيناله منها عند مشاهدتها من الفزع والجزع ما لو قسم على اهل الجنة لنقص عليهم نعيمها وهى الساعة التى عصى فيها ربه، ثم يفتح له خزانة اخرى فيراها خالية ليس فيها ما يسره ولا يسوئه وهى الساعة التى نام فيها، أو اشتغل فيها بشى من مباحات الدنيا فيناله من الغبن والاسف على فواتها حيث كان متمكنا من ان يملاها حسنات ما لا يوصف، ومن هذا قوله تعالى: (ذلك يوم التغابن) [1] فصل ولا تأخذ بقول من يقول انا اتنعم في الدنيا بما اباحه الله تعالى واقوم بالواجبات واخراج الحقوق و (من حرم زينة الله التى اخرج لعباده والطيبات من الرزق) [2] فاتنعم بما اباحه الله من طيب المآكل اللذيذة، والملابس السنيه والمراكب الفاخرة والدور العامرة والقصور الباهرة، ولا يمنعنى ذلك من الاستباق الى الجنة مع السابقين بل ينبغى ان تعلم ان هذا مقالة اهل حمق وغرور [3] وذلك من وجوه: الاول ان المنوغل [4] في فضول الدنيا لا ينفك عن الحرص المهلك الموقع

[1] التغابن: 9.
[2] الاعراف: 30.
[3] عن ابى عبد الله (ع) قال: خرج النبي (ص) وهو محزون فاتاه ملك ومعه مفاتيح خزائن الارض فقال: يا محمد هذه مفاتيح خزائن الدنيا يقول لك ربك: افتح وخذ منها ما شئت من غير ان تنقص شيئا عندي فقال رسول الله (ص): الدنيا دار من لا دار له، ولها يجمع من لا عقل له. الحديث (مرآت) باب ذم الدنيا والزهد فيها
[4] توغل في الارض: ذهب فابعد فيها (اقرب)

نام کتاب : عدة الداعي نویسنده : ابن فهد الحلي    جلد : 1  صفحه : 103
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست