وقدرك فكل ميسر لما خلق له وسنزيد في احقاق الحق عند التكلم في اسم من يحق الحق بكلماته انشاء الله يا من وعده صدق يا من عفوه فضل يا من عذابه عدل لان عذاب المعذب على وفق ملكاته وكل ملكة رذيلة تصوره بصورة تناسبها على ما يقتضيه قاعدة تجسم الاعمال كالصور النملية لملكة الحرص والموذية كصور الحيات والعقارب لملكة الاذية وهكذا فتلك الملكة لسان حال له يستدعى صورها المناسبة استدعاء لزوميا طبيعيا للعلاقة اللزومية بينهما فان النسبة بينهما نسبة الفعل إلى الفاعل لا المقبول إلى القابل ونسبة الفعل إلى الفاعل بالوجوب وهو تعالى جواد لا يحرم المستحق ولا سيما المستحق التام الاستحقاق اللازم الاعطاء فانه مجيب دعوة المضطرين وهو عادل يضع الشيئ في موضعه ويعطى كل ذى حق حقه كما مر في شرح اسم مجيب الدعوات بل تصورت بصورها المناسبة الان والناس في غطاء عن رؤيتها ان جهنم لمحيطة بالكافرين واعتبر ذلك من الذين حرموا عن المقامات العالية التى لاهل العلم والعرفان والفوا بما هم عليه من الصفات والافعال الدنية الدنيوية ذوات غايات داثره وهمية وكان ديدنهم حمل حطب نيرانهم وانسوا بمتاع الحيوة الدنيا الذى ليس عصارته الا الكد والتعب اناء الليل واطراف النهار لو اردت تخليصهم من تلك المهاوى والمتاعب التى تجلى لهم بصورة المعالى والدعة إلى تلك المقامات العالية وتكليفهم بالفقر الذى هو عين السلطنة الابدية وتنبيهم على مراتب انفسهم السنية لم تكد تجدهم راغبين بل وجدتهم عما اردت بهم معرضين والى الله في جمع شملهم مستغيثين وبالسنتهم الحالية مستصرخين وان كانوا بالسنتهم المقالية لك مصدقين أو لترك الدنيا إلى الله مبتهلين فلا جرم لا يذرك عدالتك ان تخلصهم بل تخليهم وتدنسهم فان عادة الناس ان يطلبوا شيئا ولكن لا يتحملون لوازمه ولو كانوا يشعرون بلوازمه لم يطلبوه فهذا الطلب لا ينجع لان انفكاك اللازم عن الملزوم محال بل لا طلب في الحقيقة مثلا يطلبون الحق مع كونهم منهمكين في لذاتهم الحسية ممتلئ القلب من محبة اموالهم واولادهم متشبثين بوجوداتهم المجازية وما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه فإذا لم يطلبوا التخلي من هذه الموانع لم يطلبوا التحلى بالتجلى فإذا عرفت الشاهد عرفت الغايب ولقد علمتم النشاة الاولى فلو لا تذكرون يا من ذكره حلو فان ذكر كل شئ علم به والعلم به لا بد