الاغترار» [1] و قوله (عليه السلام) في المناجات الاولى من الأدعية الخمسة عشر: «إلهي إن كان الندم توبة إليك فأنا أندم النادمين و إن يكن الاستغفار حطّة للذنوب فإنّي لك من المستغفرين» [2].
و يؤيّد ذلك ظاهر العطف في الاستغفار المشهور المكرّر في الأدعية و الألسنة: «أستغفر اللّٰه ربّي و أتوب إليه».
و ممّا يظهر منه الاتّحاد: الجمع بين ما دلّ على أنّ «دواء الذنوب الاستغفار» [3] و أنّ «التائب من الذنب يغفر له و أنّه كمن لا ذنب له» [4] و يؤيّده غير ذلك من الأخبار الّتي يظهر للمتتبّع.
و يمكن حمل التوبة المعطوفة على الاستغفار في الآيات و الأخبار على الإنابة، أعني التوجّه إلى اللّٰه بعد طلب العفو عمّا سلف، و هذا متأخّر من التوجّه إليه لطلب العفو الّذي هو متأخّر عن الندم الّذي هو توجّه أيضا إلى اللّٰه، لكونه رجوعا من طريق البطلان و عودة إلى سلوك الطريق المستقيم الموصل إلى جناب الحقّ، فهي كلّها توجّهات و إقبالات إلى الحقّ يمكن إطلاق التوبة الّتي هي لغة «الرجوع» على كلّ منها.
و قد يطلق على المجموع اسم «الاستغفار» كما في الخبر المشهور المرويّ في نهج البلاغة [عن مولانا سيّد الوصيّين] [5] في تفسير الاستغفار في إرشاد من قال «أستغفر اللّٰه ربّي و أتوب إليه» بقوله (عليه السلام) في مقام التأديب: «ثكلتك أمّك!