فبقي إطلاق مثل قوله (صلّى اللّٰه عليه و آله و سلم): «كفى بالنّدم توبة» [1] و قوله (عليه السلام): «إن كان الندم من الذنب توبة فأنا أندم النادمين» [2] سليما عن المقيّد.
و إن أريد: «تحقّق إرادته بعدم عوده إلى المعصية و إن لم يثق بحصول مراده» فهو ممّا لا ينفكّ عن الندم.
و هل يعتبر فيها الاستغفار أم لا؟
التحقيق: أنّه إن أريد به: «حبّ المغفرة و شوق النفس إلى أن يغفر له اللّٰه» فالظاهر أنّه لا ينفكّ عن الندم.
و إن أريد به «الدعاء للمغفرة» الّذي هو نوع من الطلب الإنشائي، ففي اعتباره وجهان:
من إطلاقات الندم [3]، و من مثل قوله (صلّى اللّٰه عليه و آله و سلم): «لا كبيرة مع الاستغفار» [4] و قوله: «دواء الذنوب الاستغفار» [5] و قوله: «ما أصرّ من استغفر» [6] و نحو ذلك.
ثمّ إنّ ظاهر بعض الآيات و الروايات مغايرة التوبة للاستغفار، ففي غير موضع من سورة هود «اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ»[7] و عدّهما جندين من جنود العقل في الحديث المشهور في تعداد جنود العقل و الجهل المرويّ في أوّل أصول الكافي، حيث قال (عليه السلام): «التوبة و ضدّها الإصرار و الاستغفار و ضدّها
[1] التوحيد: 408، الحديث 6. و قد روى الصدوق (رحمه اللّٰه) مرسلا من ألفاظ رسول اللّٰه (صلّى اللّٰه عليه و آله و سلم) الموجزة: الندم توبة. راجع الفقيه 4: 380، الحديث 5811.