و منها [1] المحكيّ عن ابن طاوس (رحمه اللّٰه) في الإقبال أنّه روى عن الصادق (عليه السلام) قال: «من بلغه شيء من الخير فعمل به كان ذلك له، و إن لم يكن الأمر كما بلغه» [2].
و من طريق العامّة ما عن عبد الرحمن الحلواني أنّه رفع إلى جابر بن عبد اللّٰه الأنصاري، قال: قال رسول اللّٰه (صلّى اللّٰه عليه و آله و سلم) «من بلغه من اللّٰه فضيلة فأخذ بها و عمل بها إيمانا باللّه و رجاء ثوابه أعطاه اللّٰه ذلك، و إن لم يكن كذلك» [3].
و هذه الأخبار مع صحّة بعضها غنيّة عن ملاحظة سندها، لتعاضدها و تلقّيها بالقبول بين الفحول.
نعم، ربما اعترض عليها من غير جهة السند بوجوه:
منها: أنّ هذه الأخبار لا تخرج عن الآحاد، فلا تكون حجّة في المسألة.
و الجواب عنه: تارة بمنع كونها آحادا، بل هي إمّا متواترة أو محفوفة بالقرينة، لما عرفت من تحقّق الاتّفاق و استفاضة نقلها على مضمونها.
و اخرى بمنع عدم جواز العمل بالآحاد في الأصول العمليّة، و إنّما هي ممنوعة في أصول الدين.
و قد أجاب عنه جماعة من مشايخنا المعاصرين (قدّس سرّه)م [4] بمنع كون المسألة أصوليّة، لأنّ الكلام ليس في حجّيّة الخبر الضعيف في المستحبّات، بل هو غير حجّة و غير مفتى به [5] مطلقا، و لا يجوز الركون إليه في حكم من الأحكام،