و يمكن حملها على أنّ المراد الاستمالة و الترغيب إلى الرجوع حقيقة عن التشيّع إلى النصب.
مضافا إلى أنّ المروي في بعض الروايات أنّ النهي من التبرّي مكذوب على أمير المؤمنين (عليه السلام) و أنّه لم ينه عنه، ففي موثقّة مسعدة بن صدقة: «قلت لأبي عبد اللّٰه (عليه السلام) الناس يروون أنّ عليا (عليه السلام) قال:- على منبر الكوفة-:
أيّها الناس إنّكم ستدعون إلى سبّي فسبّوني، ثمّ تدعون إلى البراءة منّي فلا تبرءوا منّي.
فقال (عليه السلام): ما أكثر ما يكذّب الناس على عليّ، ثمّ قال: إنّما قال:
ستدعون إلى سبّي فسبّوني ثمّ تدعون إلى البراءة منّي و إنّي لعلى دين محمّد (صلّى اللّٰه عليه و آله و سلم)، و لم يقل: لا تبرءوا منّي.
فقال له السائل: أ رأيت إن اختار القتل دون البراءة؟ فقال: و اللّٰه ما ذاك عليه، و لا له إلّا ما مضى عليه عمّار بن ياسر حيث أكرهه أهل مكة و قلبه مطمئنّ بالإيمان، فأنزل اللّٰه تعالى «إِلّٰا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمٰانِ»[1] فقال النبيّ (صلّى اللّٰه عليه و آله و سلم) عندها: يا عمّار إن عادوا فعد» [2].
و في رواية محمد بن مروان: «قال لي أبو عبد اللّٰه (عليه السلام): ما منع ميثم (رحمه اللّٰه) عن التقيّة، فو اللّٰه لقد علم أنّ هذه الآية نزلت في عمار و أصحابه: «إلّا من اكره و قلبه مطمئن .. الآية» [3].
و في رواية عبد اللّٰه بن عطاء، عن أبي جعفر (عليه السلام)- في رجلين من أهل الكوفة أخذا و امرا بالبراءة عن أمير المؤمنين (عليه السلام) فتبرّأ واحد منهما و أبى