و لئن تبرأت [1] منّا ساعة بلسانك و أنت موال لنا بجنانك، لتبقي على نفسك روحها التي بها قوامها، و مالها الّذي به قيامها، و جاهها الذي به تمكّنها [2]، و تصون بذلك من عرف من أوليائنا [3] و إخواننا، فإنّ ذلك أفضل من أن تتعرض للهلاك، و تنقطع به عن عمل في الدين، و صلاح إخوانك المؤمنين، و إيّاك ثم إيّاك أن تترك التقيّة الّتي أمرتك بها، فإنّك شاحط [4] بدمك و دماء إخوانك، معرّض لنفسك و لنفسهم للزوال [5]، مذلّ لهم [6] في أيدي أعداء الدين [7] و قد أمرك اللّٰه بإعزازهم، فإنّك إن خالفت وصيّتي كان ضررك على إخوانك [8] و نفسك أشدّ من ضرر الناصب [9] لنا الكافر بنا» [10].
و فيها دلالة على أرجحيّة اختيار البراءة على العمل، بل تأكّد وجوبه.
لكن في أخبار كثيرة بل عن المفيد في الإرشاد: أنه قد استفاض عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: «ستعرضون من بعدي على سبّي، فسبّوني، و من عرض عليه البراءة فليمدد عنقه، فإن برئ منّي فلا دنيا له و لا آخرة» [11]. و ظاهرها