ثمَّ إن المكلف بها الآن (4) من الرعية صنفان: مجتهد و فرضه الأخذ بالاستدلال على كل فعل من أفعالها، و مقلّد و يكفيه الأخذ عن المجتهد و لو بالواسطة أو بوسائط مع عدالة الجميع.
الاستدلال و النظر ورد شبهة الخصوم، فوجوبه على الكفاية.
قوله: و المتكفل.
أي: الضامن له مجازا.
قوله: بذلك.
أي: بيان الاستدلال على هذه المعارف.
قوله: علم الكلام.
هو المباحث عن الذات الإلهيّة و صفاتها و أفعالها، و النبوة، و الإمامة و المعاد على قانون الإسلام.
قوله: ثمَّ المكلف بها الآن.
اعلم أن الضمير في قوله: ثمَّ المكلف بها الآن، يعود إلى ما عادت إليه الضمائر التي قبله مما بعد قوله: و أعلم أنها تجب ..، على ما فيها.
و في تحقيق المبحث مسائل:
أ: السر في عطف هذا المبحث على قبله بثم الدالة على الترتيب و التراخي. إن المبحث المعطوف عليه من علم الكلام و المعطوف من علم الأصول و مقدماته، نبّه بثم على ما بينهما من الترتيب.
ب: الآن اسم للزمان الحاضر، و أراد به المصنف زمانه، و كل زمان قابله في غيبة الإمام (عليه السلام) عن أهله مجاز، أو احترز به عن زمان ظهوره (عليه السلام)، فإن الناس حينئذ ثلاثة أصناف لا صنفان: