بسم اللّه الرّحمن الرّحيم الحمد للّه على سوابغ نعمه الغزار، و الصلاة و السلام على نبيه محمد و آله الأطهار.
و بعد، فهذه جملة تشتمل على ما لا بد منه في بيان مناسك حج بيت اللّه الحرام و زيارة رسوله و آله عليه و (عليهم السلام)، وضعتها على سبيل الاختصار، بالتماس خلاصة بعض الاخوان الأخيار نفعه اللّه و إيانا بها و أجزل لنا جميعا ثوابها، انه ولي ذلك و هو حسبنا و نعم الوكيل، و هي موضوعة على مقدمة و فصلين:
أما المقدمة
فالحج لغة: القصد المتكرر.
و شرعا: القصد إلى مكة و مشاعرها لأداء المناسك المخصوصة.
و هو أولى من جعله اسما لجميع المناسك المؤداة في الميقات و مكة و مشاعرها لأن التخصيص خير من النقل، لأن ذلك حيث لم يثبت النقل، بل لأن النقل لمناسبة أولى. و على الأول فتبين معنى الحج شرعا و لغة مناسبة العموم و الخصوص، بخلاف