responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل المحقق الكركي نویسنده : المحقق الثاني (المحقق الكركي)    جلد : 1  صفحه : 170

و ليتنبه المقتحم لجة الهلكة بالتوثب على هذه المنزلة أنه قائل على اللّه، فاما مع كمال البصيرة و اليقين، و اما من الافتراء عليه سبحانه [فهو] في خسران مبين بدليل قوله تعالى «قُلْ آللّٰهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّٰهِ تَفْتَرُونَ» [1].

و تعلل ذوي الأوهام الفاسدة بقول أكثر العلماء بجواز تجزؤ الاجتهاد كتعلل العليل بما لا يشفيه، فان المراد بتجزؤ الاجتهاد: القدرة على الاستنباط بالملكة المذكورة في بعض أبواب الفقه و مسائله دون بعض، بعد العلم بالأمور المذكورة كلها على الوجه المعتبر- ان أمكن وقوع هذا الفرض- الى أن يسمع أو يرى من يفهم كلام العلماء دليل مسألة فيحسن من نفسه رجحانه و الإذعان إلى قبوله، فان ذلك مشترك بين هؤلاء و بين كثير من صلحاء عجائز أهل الإسلام مع تحاشهن عن التلوث بالجرأة على اللّه الى هذا المقام و الى هذه الأمور المذكورة كلها وقعت الإشارة بقوله (عليه السلام): «و روى حديثنا و عرف أحكامنا»، فإن معرفة الأحكام بدون ذلك ممتنع، و يستفاد منه أن وصف النيابة لا يثبت للمتجزئ فإن الإضافة في الجميع تفيد العموم، و المراد معرفتها باعتبار التهيؤ و الاستعداد القريب.

الثالث عشر: أن يكون حافظا، بحيث لا يغلب عليه النسيان فيختل تصرفه في الصناعة لتعذر درك الاحكام حينئذ، و ليس المراد عدم عرض النسيان كما هو ظاهر فان السهو كالطبيعة الثابتة للإنسان، و ما أحسن ما قيل: أول ناس أول الناس.

و هاهنا نحبس عنان اليراعة حامدين اللّه سبحانه، مصلين على حبيبه و صفوته محمد و أطائب عترته، و من وقف على ما أفدناه في هذه المسألة المهمة، فليتنبه الى ما أودعناه في مطاوي عبارتها من الفوائد العلمية و النصائح الدينية، و ليجعل محط نظره في مطالعتها و ملاحظتها، بل في جميع حالاته هو قصد وجه اللّه العظيم،


[1] يونس: 60.

نام کتاب : رسائل المحقق الكركي نویسنده : المحقق الثاني (المحقق الكركي)    جلد : 1  صفحه : 170
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست