نام کتاب : رسائل الشريف المرتضى نویسنده : السيد الشريف المرتضي جلد : 3 صفحه : 88
في الإمامة و تعلقه بهذه الآية، لانه أوردها من جملة ما احتج به، و حكاه عن أبي على الجبائي و استقصينا الكلام فيها، و نورد هاهنا جملة كافية مقنعة.
و أول ما نقوله: ان ظاهر هذه الآية لا تقتضي أن السبق المذكور فيها انما هو السبق إلى إظهار الايمان و الإسلام و اتباع النبي (صلى اللّٰه عليه و آله)، لان لفظ «السابقين» مشتركة غير مختصة بالسبق إلى شيء بعينه.
و قد يجوز أن يكون المراد بها السبق الى الطاعات، فقد يقال لمن تقدم في الفضل و الخير: سابق و متقدم. قال اللّٰه تعالى وَ السّٰابِقُونَ السّٰابِقُونَ أُولٰئِكَ الْمُقَرَّبُونَ[1] فإنما أراد المعنى الذي ذكرناه، و قال تعالى ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتٰابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنٰا مِنْ عِبٰادِنٰا فَمِنْهُمْ ظٰالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سٰابِقٌ بِالْخَيْرٰاتِ[2] و يكون معنى قوله تعالى «الْأَوَّلُونَ» التأكيد للسبق و التقدم و التدبير فيه، كما يقال: سابق بالخيرات أول سابق.
و إذا لم يكن هاهنا دلالة تدل على أن المراد بالسبق في الآية إلى الإسلام فقد بطل غرض المخالفين. و إذا دعوا فيمن يذهبون الى فضله و تقدمه أنه داخل في هذه الآية إذا حملنا على السبق في الخير و الدين احتاجوا الى دليل غير ظاهر الآية، و أنى لهم بذلك.
ثم إذا سلمنا أن المراد بالسبق في الآية السبق إلى الإسلام و الايمان بالنبي (صلى اللّٰه عليه و آله) فلا بد من أن يكون الآية مشروطة بالإخلاص و أن يكون الظاهر كالباطن، فان اللّٰه لا يعد بالجنة و الرضوان من أظهر الإسلام و أبطن خلافه.
و لا خلاف بيننا و بين مخالفينا في أن هذا الشرط الذي ذكرناه مراعى في