نام کتاب : رسائل الشريف المرتضى نویسنده : السيد الشريف المرتضي جلد : 2 صفحه : 60
و انما يعول عليه إذا وافق العدد، و إذا خالفه أطرح، فالعدد اذن هو المؤثر و به الاعتبار دون غيره، و لا تأثير لرؤية الهلال.
فمن ادعى أن الرؤية مؤثرة، فقد استعاد هربا في الشناعة و الخلاف، و إشفاقا لما روي من قوله «صوموا لرؤيته و أفطروا لرؤيته» ما لا يصح له و لا يستقيم على مذهبه.
[حول خبر: شهر رمضان يصيبه ما يصيب سائر الشهور]
قال صاحب الكتاب: مسألة أخرى ثم قال: و سألوا عن الخبر المروي عن الصادق (عليه السلام) انه قال: شهر رمضان يصيبه ما يصيب سائر الشهور من الزيادة و النقصان [1].
ثم قال و يقال لهم: هذا الخبر ان كان منقولا على الحقيقة، فيحتمل أن يكون من أخبار التقية دفع به الصادق (عليه السلام) عن نفسه و شيعته ما خشيه من العوام و سلطان الزمان من الأذية.
فإن قالوا: كيف يجوز التقية بقول يضاد أصل المذهب و ليس له معنى يخرج به عن حد الكذب؟
قيل لهم: بل يحتمل معنى يضمن الامام يوافق الصوام [2]، و هو أن يقصد زيادة النهار و نقصانه في الساعات، فيكون شهر رمضان مرة في الصيف خمس عشرة ساعة، و يصير مرة أخرى في الشتاء تسع ساعات، فقد لحقه ما لحق سائر الشهور من الزيادة و النقصان باختلاف الساعات لا في عدد الأيام.
يقال له: هذا الخبر من أخبار الآحاد و أخبار الآحاد عندنا لا توجب علما و لا عملا، و لا يصح الاستدلال بها على حكم من الاحكام، و قد بينا فيما تقدّم.