نام کتاب : رسائل الشريف المرتضى نویسنده : السيد الشريف المرتضي جلد : 2 صفحه : 31
حجة، و ما ليس كذلك لا يعمل به و لا يلتفت اليه.
[حمل أخبار الرؤية على التقية و المناقشة فيه]
قال صاحب الكتاب دليل آخر: و هو أن مشايخ العصابة و أمناء الطائفة قد رووا أخبار العدد، كما رووا أخبار الرؤية، و قد علمنا أن الأئمة (عليهم السلام) كانوا في زمان تقية و لم يكتب أحد من المتغلبين في أيامهم، و لا من العامة في وقتهم بقول في العدد فيخوفه [1]، و في علمنا بخلاف ذلك دلالة على أن أخبار الرؤية أولى بالتقية.
يقال له: هذا منك كلام على من يحتج في إثبات الرؤية بأخبار الآحاد المروية، و نحن لا نحتج بشيء من ذلك و لا نقول الا على طرف من الأدلة توجب العلم و يزول معها الشك و الريب، و قد تقدم في صدر كتابنا هذا ما يجب أن يعول عليه.
فأما ترجيح أخبار العدد على أخبار الرؤية بذكر الرؤية، فهو و إن كان كلاما على غيرنا ممن يعول [2] على أخبار الآحاد في إثبات العمل بالرؤية. فهو أيضا غير معتمد، لأن أكثر ما في هذا الترجيح الذي ذكره أن يكون أخبار العدد الظن فيها أقوى منه في أخبار الرؤية، و مع الظن بالتجويز [3] قائم، و العلم القاطع غير حاصل، و العمل مع ذلك لا يسرع [4]، لان العمل انما يحسن مع القطع لا مع قوة الظن.