نام کتاب : رسائل الشريف المرتضى نویسنده : السيد الشريف المرتضي جلد : 2 صفحه : 302
هذا التأثير في هذا الجسم؟ و بين حصول تأثيرها في أجسامنا.
الجواب:
اعلم أن المنجمين يذهبون الى أن الكواكب تفعل في الأرض و من عليها أفعالا يسندونها الى طباعها، و ما فيهم أحد يذهب الى أن اللّٰه تعالى أجرى العادة بأن يفعل عند قرب بعضها من بعض أو بعده أفعالا، من غير أن يكون للكواكب أنفسها تأثير في ذلك.
و من ادعى هذا المذهب الان منهم، فهو قائل بخلاف ما ذهبت القدماء في ذلك، و متجمل بهذا المذهب عند أهل الإسلام، و متقرب إليهم بإظهاره.
و ليس هذا بقول لأحد ممن تقدم، و كان الذي كان يجوز أن يكون صحيحا- و ان دل الدليل على فساده- لا يذهبون اليه، و انما يذهبون الى المحال الذي لا يمكن صحته.
و قد فرغ المتكلمون من الكلام في أن الكواكب لا يجوز أن تكون فينا فاعلة.
و تكلمنا نحن أيضا في مواضع على ذلك، و بينا بطلان الطبائع الذي [1] يهذون بذكرها و اضافة الأفعال إليها، و بينا أن الفاعل لا بدّ أن يكون حيا قادرا.
و قد علمنا أن الكواكب ليست بهذه الصفة، و كيف تفعل و ما يصحح الافعال مفقود فيها، و قد سطر المتكلمون طرقا كثيرة في أنها ليست بحية و لا قادرة أكثرها معترض.
و أشف ما قيل في ذلك: ان الحياة معلوم [2] أن الحرارة الشديدة كحرارة
[1] كذا في النسخة، و في البحار: الذين، و الظاهر: التي.