نام کتاب : رسائل الشريف المرتضى نویسنده : السيد الشريف المرتضي جلد : 2 صفحه : 226
فهذا الهدى و ما أشبه لا يفعله اللّٰه الا بالمؤمنين القائلين بالحق [1]، فأما قرين الدليل فقد هدى اللّٰه الخلق أجمعين. و كلما سئلت عن آية من الهدى من اللّٰه تعالى فردها الى هذين الأصلين، فإنه لا يخلو من أن يكون على ما ذكرناه، و لو لا كراهة التطويل لسألنا أنفسنا عن آية آية مما يحتاج الى البيان، و في هذه الجملة دليل على ما نسأل عنه.
فان قيل: أ فتقولون أن اللّٰه تعالى أضل الكافرين؟ قيل له: نقول ان اللّٰه أضلهم بأن عاقبهم و أهلكهم عقوبة لهم على كفرهم و لم يضلهم عن الحق و لا أضلهم بأن افسدهم، جل و عز عن ذلك.
فان قالوا: لم زعمتم أن الضلال قد يكون عقابا؟ قيل لهم: قد قال اللّٰه تعالى إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلٰالٍ وَ سُعُرٍ[3] يعني في هلاك، و سعر يعني سعر النار فيهم، إذ ليس في ضلال هو كفر أو فسق، لان التكليف زائل في الآخرة، و قد بين اللّٰه تعالى من يضل فقال وَ يُضِلُّ اللّٰهُ الظّٰالِمِينَ[4] و قال يُضِلُّ اللّٰهُ الْكٰافِرِينَ[5] و قال مٰا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفٰاسِقِينَ[6] و قال كَذٰلِكَ يُضِلُّ اللّٰهُ مَنْ