نام کتاب : رسائل الشريف المرتضى نویسنده : السيد الشريف المرتضي جلد : 2 صفحه : 207
و المفسد، إذ كان لا فاعل للظلم و العبث و الكذب و الفساد غيره، و لو كان فاعلا لما فعله العباد كان هو الفاعل للظلم الذي فعله العباد و الكذب و العبث و الفساد و كان يجب أن يكون ظالما كما انهم ظالمون، و كان عابثا مفسدا إذ لم يكونوا [1] الفاعلين لهذه الأمور دونه، و لا هو الفاعل لها دونهم.
فلما بطل هذان الوجهان ثبت الثالث، و هو أن هذه الافعال عمل العباد و كسبهم، و انها ليست من فعل رب العالمين و لا صنعه، و لو قصدنا الى استقصاء أدلة أهل العدل في هذا الباب لطال بذلك الكتاب.
و مما يسأل عنه ممن زعم أنه فعل العباد هو فعل اللّٰه و خلقه أن يقال لهم: أ ليس من قولكم [3] ان اللّٰه محسن الى عباده المؤمنين، إذ خلق فيهم الايمان و بين [لهم [4]] بفعل الأيمان؟.
فإن قالوا: لا نقول ذلك، زعموا أن النبي (صلى اللّٰه عليه و آله و سلم) لم يحسن في تبليغ الرسالة، و كفى بهذا خزيا لهم.
فان قالوا: ان الإنسان المؤمن محسن بفعل الايمان و كسبه. يقال لهم: فقد كان إحسان واحد من محسنين بفعل الايمان و كسبه [5] من اللّٰه و من العبد.
فان قالوا: بذلك. قيل لهم: فما أنكرتم أن تكون إساءة واحدة من مسيئين،