نام کتاب : رسائل الشريف المرتضى نویسنده : السيد الشريف المرتضي جلد : 1 صفحه : 426
كما أنه اسم لما كان على صورة مخصوصة و هيئة معينة.
فلو كان ذلك الهدهد عاقلا لما سماه اللّٰه تعالى، و هو يخاطبنا باللغة العربية هدهدا، لان هذا الاسم وضع لما ليس بعاقل. و إجراؤه على من هو عاقل خروج عن اللغة، فأحوجنا اتباع هذا الظاهر الى أن نتأول ما حكى عن هذا الهدهد من المحاورة، و نبين كيفية انتسابه الى ما ليس بعاقل.
و قد قلنا في ذلك وجهين ذكرناهما في جواب المسائل الاولى:
أولهما: أن ليس يكون ما وقع منه قول، و لا نطق بهذا الخطاب المذكور، و انما كان منه ما يدل على معنى هذا الخطاب، أو ضيف الخطاب اليه مجازا، و هو على مذهب العرب معروف، قد امتلأت به إشعارها و كلامها، فمنه قول الشاعر:
امتلأت [1] الحوض و قال قطني * * * مهلا رويدا قد ملأت بطني
و نحن نعلم أن الحوض لا يقول شيئا، و أنه لما امتلأ و لم يبق فيه فضل لزيادة، صار كأنه قائل «حسبي» فلم يبق في فضل لشيء من الماء.
و قد تحاوروا هذا في قول الشاعر:
و أحصت لذي بال حين رأيته * * * و كبر للرحمن حين رآني
فقلت له أين الذي عهدتهم * * * بحينك في خصب و طيب زمان
فقال حصل و استودعوني بلادهم * * * و من ذا الذي يبقى على الحدثان
له بهذه المعاني المحكية عند رؤيته خاليا من أهله، حكى ما استفاده من هذه المعاني عنه توسعا و تفاضحا.
و الوجه الأخر: أن يكون وقع من الهدهد كلام منظوم له هذه المعاني المحكية عنه بإلهام اللّٰه تعالى له ذلك، على سبيل المعجزة لسليمان (عليه السلام)،