نام کتاب : رسائل الشريف المرتضى نویسنده : السيد الشريف المرتضي جلد : 1 صفحه : 110
و إجماع الإمامية حجة على ما بيناه، فيجب القطع بهذه الحجة على أن الأنبياء أفضل من الملائكة على جماعتهم.
و من اعتمد من أصحابنا في أن الأنبياء أفضل، على أن المشاق على الأنبياء من التكليف أكثر، لأن لهم شهوات تتعلق بالقبيح و نفار عن فعل الواجب، و الملائكة ليسوا كذلك.
فقد عول على غير صحيح، لأن الملائكة من حيث كانوا مكلفين لا بدّ له من أن يكون عليهم مشقة في التكليف، لو لا ذلك لما استحقوا ثوابا، و التكليف لا يشق الا بشهوات تتعلق بها حظر و منع منه و نفارا [1] يتعلق بالواجبات.
و إذا كان الأمر على ذلك، فمن أين يعلم بالعقل بأن مشاق الأنبياء أكثر من مشاق الملائكة في التكليف؟ و ليس إذا علمنا على طريق الجملة أن الملائكة لا تتعلق شهواتهم بالأكل و الشرب و الجماع، فيكونوا ملتذين، و آملين بما يرجع الى هذه الأمور أحطنا علما بسائر ما يلتذون و يأملون [2] معه من ضروب المدركات و لا [3] يسع التكليف من أن يكونوا ممن يلتذ و يألم ببعض ما يدركونه، و لو لا ذلك لما استحقوا ثوابا و لا كانوا مكلفين.
و قد أملينا مسألة مفردة في تفضيل الأنبياء على الملائكة و استقصيناها للموافق و المخالف في ذلك، و أجبنا عن الشبهات التي قد عول عليها مخالفونا بما أوضحنا و أشبعناه.
و من أوكد ما تعلقوا به قوله تعالى حكاية عن إبليس مخاطبا لادم و حواء (عليهما السلام)«مٰا نَهٰاكُمٰا رَبُّكُمٰا عَنْ هٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلّٰا أَنْ تَكُونٰا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونٰا مِنَ الْخٰالِدِينَ»