الطبري[1] الإمامي
(رضوان اللّه عليه) في الجزء الثاني[2] من كتاب
(دلائل الإمامة) قال:
أخبرني أبو عبد اللّه
الحسين بن عبد اللّه الحرمي[3] و أبو
الحسين محمّد بن هارون بن موسى بن أحمد التّلّعكبري، قالا: حدثنا أبو محمّد هارون
بن موسى بن أحمد التّلّعكبري (رضي اللّه عنه)، قال: حدّثنا أبو الحسين محمّد بن
أحمد بن مخزوم المقرئ مولى بني هاشم، قال: حدّثنا أحمد بن القاسم البريّ[4]، قال:
حدّثنا يحيى بن عبد الرحمن، عن عليّ بن صالح بن حيّ[5] الكوفي، عن زياد بن المنذر، عن قيس
بن سعد، قال:
كنت أساير أمير المؤمنين
(صلوات اللّه عليه) كثيرا إذا سار إلى وجه من الوجوه، فلمّا قصد أهل النّهروان و
صرنا بالمدائن و كنت يومئذ مسايرا له، إذ خرج إلينا قوم من أهل المدائن من
دهاقينهم[6] معهم
براذين[7] قد جاءوا
بها هديّة إليه فقبلها، و كان فيمن تلقّاه دهقان من دهاقين المدائن يدعى سرسفيل، و
كانت الفرس تحكم برأيه فيما مضى[8]، و ترجع إلى
قوله فيما سلف، فلمّا بصر بأمير المؤمنين (صلوات اللّه عليه)، قال: يا أمير
المؤمنين، تناحست النجوم الطوالع، فنحس أصحاب السّعود و سعد أصحاب النّحوس، و لزم
الحكيم في مثل هذا اليوم الاختفاء و الجلوس، و إنّ يومك هذا يوم مميت، قد اقترن
فيه كوكبان قتّالان، و شرف فيه بهرام[9]
في برج الميزان، و اتّقدت من برجك النيران،
[1] سبقت الإشارة إلى مردّ هذا الاختلاف في
المقدمة في اسم المؤلف و كنيته، و قد عنونه السيد ابن طاوس في بقية الموارد من هذا
الكتاب بمحمد بن جرير بن رستم الطبري.
[2] مراده الكراس الثاني منه، لأنّ الذي أورده هنا
هو من الجزء الأول من الكتاب الذي لم يصلنا.
[3] في المصدر: الحربي، و هو الحسين بن عبد اللّه،
أبو عبد اللّه الحرمي، ترجم له الشيخ الطهراني في نوابغ الرواة في رابعة المئات:
113.
[4] كذا في المصدر، و الظاهر أنّه أحمد بن القاسم
البزّي مقرئ أهل مكة. أنظر أنساب السمعاني 1: 345، سير أعلام النبلاء 12: 50.
[5] في المصدر: علي بن حيّ بن صالح، و ما أثبتناه
من البحار، و هو علي بن صالح بن صالح بن حيّ الهمداني الكوفي أبو محمد. أنظر تقريب
التهذيب 2: 38.
[6] الدهاقين: جمع دهقان، بالكسر و الضمّ، و هو
رئيس القرية أو الاقليم، و يطلق على التاجر أيضا.
[7] البراذين: جمع برذون، يطلق على غير العربي من
الخيل و البغال.