أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلِ خَلْقِ اللَّهِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ يَجْمَعُ الرُّسُلَ؟
قُلْنَا: بَلَى يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ.
قَالَ: أَفْضَلُ الرُّسُلِ مُحَمَّدٌ، وَ إِنَّ أَفْضَلَ الْخَلْقِ بَعْدَهُمْ الْأَوْصِيَاءُ، وَ أَفْضَلُ الْأَوْصِيَاءِ أَنَا، وَ أَفْضَلُ النَّاسِ بَعْدَ الرُّسُلِ وَ الْأَوْصِيَاءِ، الْأَسْبَاطُ، وَ إِنَّ خَيْرَ الْأَسْبَاطِ سِبْطَا نَبِيِّكُمْ- يَعْنِي الْحَسَنَ وَ الْحُسَيْنَ- وَ إِنَّ أَفْضَلَ الْخَلْقِ بَعْدَ الْأَسْبَاطِ الشُّهَدَاءُ، وَ إِنَّ أَفْضَلَ الشُّهَدَاءِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ- قَالَ ذَلِكَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)- وَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ذُو الْجَنَاحَيْنِ، مُخْتَصَّانِ بِكَرَامَةٍ خَصَّ اللَّهُ (عَزَّ وَ جَلَّ) بِهَا نَبِيَّكُمْ، وَ الْمَهْدِيُّ مِنَّا فِي آخِرِ الزَّمَانِ، لَمْ يَكُنْ فِي أُمَّةٍ مِنَ الْأُمَمِ مَهْدِيّاً يُنْتَظَرُ غَيْرُهُ[1].
471/ 75- وَ عَنْهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ ابْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِكٍ الْكُوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الطَّحَّانُ، عَنِ الضَّحَّاكِ الْعِجْلِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ النَّخَعِيِّ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): الْمُؤْمِنُ لَيُخَيَّرُ فِي قَبْرِهِ، إِذَا قَامَ الْقَائِمُ، فَيُقَالُ لَهُ: قَدْ قَامَ صَاحِبُكَ، فَإِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تَلْحَقَ بِهِ فَالْحَقْ، وَ إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تُقِيمَ فِي كَرَامَةِ اللَّهِ فَأَقِمْ[2].
472/ 76- وَ عَنْهُ، عَنْ أَبِيهِ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ)، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْقَصِيرُ[3]، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ- أَوْ غَيْرِهِ- عَنِ الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) وَ هُوَ فِي بَعْضِ أَزِقَّةِ الْمَدِينَةِ يَمْشِي وَحْدَهُ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، وَ اتَّبَعْتُهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَى دَارِ الثَّانِي، وَ هُوَ يَوْمَئِذٍ خَلِيفَةٌ، فَاسْتَأْذَنَ، فَأَذِنَ لَهُ، فَدَخَلَ وَ دَخَلْتُ مَعَهُ، فَسَلَّمَ عَلَى الثَّانِي، وَ جَلَسَ، فَحِينَ اسْتَقَرَّتْ بِهِ الْأَرْضُ قَالَ لَهُ: مَنْ عَلَّمَكَ الْجَهَالَةَ يَا مَغْرُورُ،
[1] الكافي 1: 374/ 34، إثبات الهداة 7: 148/ 720.
[2] حلية الأبرار 2: 617 و 641.
[3] في« ط»: القصيري.