فَقَالَ لَهَا: هَاكِ هُوَ يَا قَلِيلَةَ الْيَقِينِ بِاللَّهِ. فَضَحِكَتْ لِسَلَامَةِ ابْنِهَا، وَ بَكَتْ لِقَوْلِهَا، فَقَالَ لَهَا[1]: لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكِ، لَوْ عَلِمْتِ أَنَّنِي كُنْتُ بَيْنَ يَدَيْ جَبَّارٍ، لَوْ مِلْتُ بِوَجْهِي عَنْهُ لَمَالَ بِوَجْهِهِ عَنِّي، فَمَنْ تَرَيْنَ أَرْحَمَ بِعَبْدِهِ مِنْهُ؟![2]
وَ قَالَ: كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) حَسَنَ الصَّلَاةِ يُصَلِّي فِي كُلِّ يَوْمٍ وَ لَيْلَةٍ أَلْفَ رَكْعَةٍ[3] سِوَى الْفَرِيضَةِ، فَقِيلَ لَهُ: أَيْنَ هَذَا الْعَمَلُ مِنْ عَمَلِ عَلِيٍّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ جَدِّكَ؟
فَقَالَ[4]: مَهْ إِنَّنِي نَظَرْتُ فِي عَمَلِ عَلِيٍّ يَوْماً وَاحِداً، فَمَا اسْتَطَعْتُ أَنْ أَعْدِلَهُ[5] مِنْ الْحَوْلِ إِلَى الْحَوْلِ[6].
ذكر[7] معجزاته (عليه السلام)
112/ 2- قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَلَوِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَارَةَ ابْنَ زَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، قَالَ:
لَمَّا كَانَتْ وَاقِعَةُ الْحَرَّةِ وَ أَغَارَ الْجَيْشُ عَلَى الْمَدِينَةِ وَ أَبَاحَهَا[8] ثَلَاثاً، وَجَّهَ بَرْدَعَةُ الْحِمَارِ صَاحِبُ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ (لَعَنَهُ اللَّهُ) فِي طَلَبِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ) لِيَقْتُلَهُ، أَوْ
[1] في« ط»: فبكت لما نالت منه في جزعها فقال.
[2] الهداية الكبرى: 215، عيون المعجزات: 73، مناقب ابن شهرآشوب 4: 135، مدينة المعاجز:
293.
[3] الإرشاد: 256، عيون المعجزات: 71، روضة الواعظين: 197، القاب الرّسول و عترته: 253، إعلام الورى: 260، تهذيب التّهذيب 7: 306، اسعاف الرّاغبين المطبوع بهامش نور الأبصار: 237، تذكرة الحفاظ 1: 75، الفصول المهمّة: 201، الصّواعق المحرقة: 200، نور الأبصار: 281.
[4] زاد في« ط»: للمتكلّم.
[5] في« ع، م»: واحدا فعدلت.
[6] حلية الابرار 1: 321، مدينة المعاجز: 293.
[7] في« ط» زيادة: شيء من.
[8] في« ع، م»: الحرّة و اغير على المدينة.