نام کتاب : تصحيح اعتقادات الإمامية نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 90
بعضهم أن ذلك كان عشرا[1]
و يظن بعضهم أن ذلك كان يوما و ليس يجوز أن يكون ذلك عن وصف من عذب إلى بعثه أو
نعم إلى بعثه لأن من لم يزل منعما أو معذبا لا يجهل عليه حاله فيما عومل به و لا
يلتبس عليه الأمر في بقائه بعد وفاته.
و قد روي عن أبي عبد
الله ع أنه قال إنما يسأل في قبره من محض الإيمان محضا أو محض الكفر محضا
فأما ما سوى هذين فإنه يلهى عنه.
و قال في الرجعة إنما يرجع
إلى الدنيا عند قيام القائم من محض الإيمان محضا أو محض الكفر محضا[2] فأما ما
سوى هذين فلا رجوع لهم إلى يوم المآب[3].
[1] في سورة طه: 103 ... إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا
عَشْراً الآية. چ.
[3] قال المصنّف- قدّس سرّه- في ضمن جواب المسألة
الأولى من المسائل السّرويّة:
فصل:
و الرّجعة عندنا تختصّ بمن يمحض
الإيمان و يمحض الكفر دون ما سوى هذين الفريقين، و إذا أراد اللّه تعالى على ما
ذكرناه أوهم الشّيطان أعداء اللّه- عزّ و جلّ- أنّهم إنّما ردّوا إلى الدّنيا
لطغيانهم على اللّه تعالى فيزدادون عتوّا، فينتقم اللّه تعالى منهم لأوليائه
المؤمنين، و يجعل لهم الكرّة عليهم، فلا يبقى منهم أحد إلّا و هو مغموم بالعذاب و
النّقمة، و تصفو الأرض عن الطّغاة، و يكون الدّين للّه تعالى، و الرّجعة إنّما هي
لممحضي الإيمان من أهل الملّة و ممحضي النّفاق منهم دون من سلف من الأمم الخالية.
فصل:
و قد قال بعض المخالفين لنا: كيف
تعود كفّار الملّة بعد الموت إلى طغيانهم و قد عاينوا عذاب اللّه تعالى في البرزخ
و تيقّنوا بذلك أنّهم مبطلون، فقلت له: ليس ذلك بأعجب من الكفّار الّذين يشاهدون
في البرزخ ما حلّ بهم من العذاب فيها و يعلمون ضرورة بعد الموافقة لهم و الاحتجاج
عليهم بضلالهم في الدّنيا؛ فيقولون حينئذ: يا لَيْتَنا نُرَدُّ وَ لا
نُكَذِّبَ بِآياتِ رَبِّنا وَ نَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ( الأنعام: 27) فقال اللّه-
عزّ و جلّ-: بَلْ بَدا لَهُمْ ما كانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَ لَوْ
رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ وَ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ(
الأنعام: 28) فلم يبق للمخالف بعد هذا الاحتجاج شبهة يتعلّق بها فيما ذكرناه؛ و
المنّة للّه. چ.
نام کتاب : تصحيح اعتقادات الإمامية نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 90