responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تصحيح اعتقادات الإمامية نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 58

من مصالح الخلق و لم يطلع أحدا من خلقه على تفصيل علل ما خلق و أمر به و تعبد و إن كان قد أعلم في الجملة[1] أنه لم يخلق الخلق عبثا و إنما خلقهم للحكمة و المصلحة و دل على ذلك بالعقل و السمع.

فقال سبحانه‌ وَ ما خَلَقْنَا السَّماءَ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَيْنَهُما لاعِبِينَ‌[2] و قال‌ أَ فَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً[3] و قال‌ إِنَّا كُلَّ شَيْ‌ءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ[4] يعني بحق و وضعناه في موضعه و قال‌ وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ‌[5] و قال فيما تعبد به‌ لَنْ يَنالَ اللَّهَ لُحُومُها وَ لا دِماؤُها وَ لكِنْ يَنالُهُ التَّقْوى‌ مِنْكُمْ‌.[6] و قد يصح أن يكون الله تعالى خلق حيوانا بعينه لعلمه‌[7] بأنه يؤمن عند خلقه كفار أو يتوب عند ذلك فساق أو ينتفع به مؤمنون أو يتعظ به ظالمون أو ينتفع المخلوق نفسه بذلك أو يكون عبرة لواحد في الأرض أو في السماء و ذلك مغيب عنا و إن قطعنا في الجملة أن جميع ما صنع الله تعالى إنما صنعه لأغراض حكيمة[8] و لم يصنعه عبثا و كذلك يجوز أن يكون تعبدنا بالصلاة لأنها تقربنا من طاعته و تبعدنا عن‌[9] معصيته و تكون العبادة بها لطفا لكافة المتعبدين بها أو لبعضهم فلما خفيت هذه الوجوه‌[10] و كانت مستورة عنا و لم يقع دليل على التفصيل فيها و إن كان العلم بأنها حكمة في الجملة كان النهي عن الكلام في معنى القضاء و القدر إنما هو نهي عن طلب علل لها مفصلة فلم يكن نهيا عن‌


[1] بحار الأنوار 5: 100.

[2] الأنبياء: 16.

[3] المؤمنون: 115.

[4] القمر: 49.

[5] الذّاريات: 56.

[6] الحجّ: 37.

[7] بحار الأنوار 5: 100.

[8]« أ»« ق»: حكميّة،« ح»« ش»: حكمته.

[9]« ق»« ش»: من.

[10] بحار الأنوار 5: 100.

نام کتاب : تصحيح اعتقادات الإمامية نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 58
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست