نام کتاب : تصحيح اعتقادات الإمامية نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 130
و قد جاء الخبر بأن رسول الله ص و الأئمة ع من ذريته كانوا
حججا لله تعالى منذ أكمل عقولهم إلى أن قبضهم و لم يكن لهم قبل أحوال التكليف
أحوال نقص و جهل فإنهم يجرون مجرى عيسى و يحيى ع في حصول الكمال لهم مع صغر السن و
قبل بلوغ الحلم.
و هذا أمر تجوزه العقول
و لا تنكره و ليس إلى تكذيب الأخبار سبيل و الوجه أن نقطع على كمالهم ع في العلم و
العصمة في أحوال النبوة و الإمامة و نتوقف فيما قبل ذلك و هل كانت أحوال نبوة و
إمامة أم لا[1] و نقطع على
أن العصمة لازمة لهم منذ أكمل الله تعالى عقولهم إلى أن قبضهم ع[2].
[1] في هذه العبارة تأمّل عن غموض، و يحتمل أن
يكون عطفا على( فيما قبل ذلك) فيكون المراد التّوقّف في أمرين:
الأوّل: الحكم بكمال العلم و
العصمة قبل البعثة و تصدّي الإمامة.
و الثّاني: الحكم بفعليّة
الاتّصاف بالنّبوّة و الإمامة قبل ذلك، و يحتمل أيضا أن تكون الواو زائدة أو
مستأنفة و كان تعليلا للحكم بالتّوقّف في كمال العلم و العصمة، و حاصل المعنى يلزم
أن نتوقّف في الحكم بكمالهم في العلم و العصمة قبل البعثة و تصدّي الإمامة بعلّة
الشّكّ في اتّصافهم بالنّبوّة و الإمامة قبل ذلك. چ.