نام کتاب : تصحيح اعتقادات الإمامية نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 124
لحدوثه عند السبب أ لا ترى إلى قوله تعالى وَ
قَوْلِهِمْ قُلُوبُنا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْها بِكُفْرِهِمْ[1] و قوله وَ قالُوا
لَوْ شاءَ الرَّحْمنُ ما عَبَدْناهُمْ ما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ[2] و هذا خبر عن
ماض و لا يجوز أن يتقدم مخبره فيكون حينئذ جزاء[3] عن ماض و هو لم يقع بل هو في
المستقبل و أمثال ذلك في القرآن كثيرة.
و قد جاء الخبر بذكر
الظهار و سببه و أنها[4] لما [جادلت
النبي ص][5] في ذكر
الظهار أنزل الله تعالى قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها[6] و هذه قصة[7] كانت
بالمدينة فكيف ينزل الله تعالى الوحي بها بمكة قبل الهجرة فيخبر بها أنها قد كانت
و لم تكن[8] و لو تتبعنا
قصص القرآن لجاء مما ذكرناه[9] كثير لا
يتسع به المقال و فيما ذكرناه منه كفاية لذوي الألباب و ما أشبهه ما جاء به الحديث
بمذهب المشبهة الذين زعموا أن الله سبحانه و تعالى لم يزل متكلما بالقرآن و مخبرا
عما يكون بلفظ كان و قد رد عليهم أهل التوحيد بنحو ما ذكرناه.
و قد يجوز في الخبر
الوارد في نزول القرآن جملة في ليلة القدر بأن المراد أنه نزل جملة منه في ليلة
القدر ثم تلاه ما نزل منه إلى وفاة النبي ص فأما أن يكون نزل بأسره و جميعه في
ليلة القدر فهو بعيد مما يقتضيه ظاهر القرآن و المتواتر من الأخبار و إجماع
العلماء على اختلافهم في الآراء[10].