نام کتاب : تصحيح اعتقادات الإمامية نویسنده : الشيخ المفيد جلد : 1 صفحه : 117
و منهم من يتفضل[1]
عليه بغير عمل سلف منه في الدنيا و هم الولدان المخلدون الذين جعل الله تعالى
تصرفهم لحوائج أهل الجنة ثوابا للعاملين[2]
و ليس في تصرفهم مشاق عليهم و لا كلفة لأنهم مطبوعون إذ ذاك على المسار بتصرفهم في
حوائج المؤمنين.
و ثواب أهل الجنة
الالتذاذ [بالمآكل و المشارب][3] و المناظر و
المناكح و ما تدركه حواسهم مما يطبعون على الميل إليه و يدركون مرادهم بالظفر به و
ليس في الجنة من البشر من يلتذ بغير مأكل و مشرب و ما تدركه الحواس من الملذوذات.
و قول من يزعم[4] أن في الجنة
بشرا يلتذ بالتسبيح و التقديس من دون الأكل و الشرب قول شاذ عن دين الإسلام و هو
مأخوذ من مذهب النصارى الذين زعموا أن المطيعين في الدنيا يصيرون في الجنة ملائكة
لا يطعمون و لا يشربون و لا ينكحون.
و قد أكذب الله سبحانه
هذا القول في كتابه بما رغب العاملين[5]
فيه من الأكل و الشرب و النكاح فقال تعالى أُكُلُها دائِمٌ وَ ظِلُّها تِلْكَ
عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا[6] الآية و قال
تعالى فِيها أَنْهارٌ مِنْ ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ[7] الآية و قال تعالى