responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تحف العقول نویسنده : ابن شعبة الحراني    جلد : 1  صفحه : 79
وينقله من شر إلى شر حتى يؤيسه من رحمة الله ويدخله في القنوط فيجد الوجه إلى ما خالف الاسلام وأحكامه، فإن أبت نفسك إلا حب الدنيا وقرب السلطان فخالفت ما نهيتك عنه بما فيه رشدك، فاملك عليك لسانك فإنه لا ثقة للملوك عند الغضب [1] ولا تسأل عن أخبارهم ولا تنطق عند إسرارهم ولا تدخل فيما بينك وبينهم. وفي الصمت السلامة من الندامة. وتلافيك ما فرط من صمتك أيسر من إدراكك ما فات من منطقك [2] وحفظ ما في الوعاء بشد الوكاء. وحفظ ما في يديك أحب إلي من طلب ما في يد غيرك. ولا تحدث إلا عن ثقة [3] فتكون كاذبا والكذب ذل. وحسن التدبير مع الكفاف أكفى لك من الكثير مع الاسراف [4] وحزن اليأس [5] خير من الطلب إلى الناس. والعفة مع الحرفة خير من سرور مع فجور [6] والمرء أحفظ لسره [7]. ورب ساع فيما يضره [8]. من أكثر [ أ ] هجر [9] ومن تفكر أبصر. ومن خير حظ امرئ قرين صالح، فقارن أهل الخير تكن منهم وباين أهل الشر تبن عنهم [10] ولا يغلبن عليك سوء الظن، فإنه لا يدع بينك وبين خليل صلحا. وقد يقال: من الحزم سوء الظن. بئس الطعام الحرام. وظلم الضعيف أفحش الظلم. والفاحشة كاسمها التصبر على

[1] " فأملك عليك لسانك " أي فاحفظ لسانك وفى بعض النسخ [ لا بقية للملوك ].
[2] التلافى: التدارك لاصلاح ما فسد أو كاد. والفرط: القصر والمراد أن سابق الكلام لا يدرك فيسترجع بخلاف مقصر السكوت فسهل تداركه. والماء يحفظ في القربة بشد وكائها أي رباطها فكذلك اللسان. وفيه تنبيه عليه وجوب ترجيح الصمت على كثرة الكلام وذلك لان الكلام يسمع وينقل فلا يستطاع إعادته صمتا.
[3] أي ولا تقل إلا عن صدق وثقة.
[4] " مع الكفاف " أي بقدر الكفاية.
[5] وفى النهج " مرارة اليأس ".
[6] وفى النهج " والحرفة مع العفة خير من الغنى مع الفجور ".
[7] أي الاولى أن لا تبوح بسرك إلى أحد فانت احفظ من غيرك فان أذعته انتشر فلم تلم إلا نفسك لانك كنت عاجزا عن حفظ سر نفسك فغيرك أعجز إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه * فصدر الذى يستودع السر أضيق.
[8] ربما كان الانسان يسعى فيما يضره لجهله أو سوء قصده.
[9] يقال: فلان أهجر في منطقه أي تكلم بالهذيان، وكثير الكلام لا يخلو من الاهجار.
[10] أي تبين عنهم والفعل مجزوم لجواب الشرط. (*)

نام کتاب : تحف العقول نویسنده : ابن شعبة الحراني    جلد : 1  صفحه : 79
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست