responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تحف العقول نویسنده : ابن شعبة الحراني    جلد : 1  صفحه : 66
ولا تدنيه قد ولا تحجبه لعل ولا تقارنه مع ولا تشتمله هو، إنما تحد الادوات أنفسها وتشير الآلة إلى نظائرها وفي الاشياء توجد أفعالها وعن الفاقة تخبر الاداة وعن الضد يخبر التضاد وإلى شبهه يؤول الشبيه ومع الاحداث أوقاتها وبالاسماء تفترق صفاتها ومنها فصلت قرائنها وإليها آلت أحداثها [1]، منعتها مذ القدمة وحمتها قد الازلية ونفت عنها لولا الجبرية، افترقت فدلت على مفرقها وتباينت فأعربت عن مباينها، بها تجلى صانعها للعقول وبها احتجب عن الرؤية وإليها تحاكم الاوهام وفيها أثبتت العبرة ومنها انيط الدليل، بالعقول يعتقد التصديق بالله وبالاقرار يكمل الايمان [2].

[1] " ولا تدنيه قد " يعنى لما لم يكن زمانيا لا تدنيه كلمة قد التى هي لتقريب الماضي إلى الحال أو ليس في علمه شدة وضعف حتى تقربه كلمة قد التى للتحقيق إلى العلم بحصول شئ ولا تحجبه كلمة لعل التى هي لترجى أمر في المستقبل، أي لا يخفى عليه الامور المستقبلة أو ليس له شك في أمر حتى يمكن أن يقول لعل. " ولا تقارنه مع " أي بأن يقال: كان شى معه ازلا. أو مطلق المعية بناءا على نفى الزمان أو الاعم من المعية الزمانية أيضا. " ولا تشتمله هو " لعله تصحيف من النساخ والصحيح " لا يشمله حين " أو " لا يشمل بحد " كما في النهج والمراد إما الحد الاصطلاحي وظاهر كونه تعالى لا حد له إذ لا اجزاء له فلا يشمل ولا تحاط حقيقته بحد وإما الحد اللغوى وهو النهاية التى تحيط بالجسم وذلك من لواحق الكم المتصل والمنفصل وهما من الاعراض ولا شئ من واجب الوجود بعرض أو محل له فامتنع أن يوصف بالنهاية. " وإنما تحد الادوات أنفسها " المراد بالادوات هنا: آلات الادراك التى هي حادثة ناقصة وكيف يمكن لها أن تحد الازلي المتعالى عن النهاية. وقوله: " عن الفاقة تخبر الاداة " أي يكشف الادوات والالات عن احتياج الممكنات وبالضد عن التضاد وبالتشبية عن شبه الممكنات بعضها من بعض وبالحدثية يكشف عن توقيتها وتفترق الاسماء عن صفاتها.
[2] " مذ " و " قد " و " لولا " كلها فواعل لافعال قبلها، و " مذ " و " قد " للابتداء و التقريب ولا تكونان إلا في الزمان المتناهى وهذا مانع للقدم والازلية وكلمة " لولا " مركب من " لو " بمعنى الشرط و " لا " بمعنى النفى ويستفاد منها التعليق وهو ينافى الجبرية. وقوله: " بها تجلى إلخ " أي بهذه الالات والادوات التى هي حواسنا ومشاعرنا وبخلقه إياها وتصويره لنا تجلى للعقول وعرف لانه لو لم يخلقها لم يعرف. وقوله: " بها احتجب عن الرؤية " أي بها استنبطنا استحالة كونه مرئيا بالعيون لانا بالمشاعر والحواس كملت عقولنا وبعقولنا استخرجنا الدلالة على أنه لا تصح رؤيته فأذن بخلقه الالات والادوات لنا عرفناه عقلا. وفى بعض النسخ [ ومنها انبسط الدليل ]. (*)

نام کتاب : تحف العقول نویسنده : ابن شعبة الحراني    جلد : 1  صفحه : 66
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست