responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تحف العقول نویسنده : ابن شعبة الحراني    جلد : 1  صفحه : 500
إنهم لقوني على سبيله، يحمده أهل الارض ويستغفر له أهل السماء، أمين ميمون، طيب، خير الباقين عندي، يكون في آخر الزمان إذا خرج أرخت السماء عزاليها [1] وأخرجت الارض زهرتها حتى يروا البركة وابارك لهم فيما وضع يده عليه، كثير الازواج، قليل الاولاد. يا عيسى كل ما يقربك مني قد دللتك عليه، وكل ما يباعدك مني قد نهيتك عنه فارتد لنفسك. يا عيسى الدنيا حلوة وإنما استعملتك فيها فجانب منها ما حذرتك، وخذ منها ما أعطيتك عفوا. يا عيسى انظر في عملك نظر العبد المذنب الخاطئ، ولا تنظر في عمل غيرك، كن فيها زاهدا ولا ترهب فيها فتعطب. يا عيسى اعقل وتفكر وانظر في نواحي الارض كيف كان عاقبة الظالمين. يا عيسى كل وصفي لك نصيحة، وكل قولي لك حق وأنا الحق المبين، فحقا أقول لئن أنت عصيتني بعد أن أنبأتك مالك من دوني ولي ولا نصير. يا عيسى أدب قلبك بالخشية. وانظر إلى من أسفل منك، ولا تنظر إلى من فوقك. واعلم أن رأس كل خطيئة وذنب هو حب الدنيا فلا تحبها، فإني لا احبها. يا عيسى أطب لي قلبك وأكثر ذكري في الخلوات. واعلم أن سروري أن تبصبص إلي [2]، كن في ذلك حيا ولا تكن ميتا. يا عيسى لا تشرك بي وكن مني على حذر، ولا تغتر بالصحة، ولا تغبط نفسك، فإن الدنيا كفيئ زائل وما أقبل منها كما أدبر، فنافس في الصالحات جهدك. وكن مع الحق وإن قطعت واحرقت بالنار، فلا تكفر بي بعد المعرفة. ولا تكن مع الجاهلين فإن الشئ يكون مع الشئ.

[1] العزالى - بفتح اللام وكسرها -: جمع عزلاء - كحمراء -: مصب الماء من القربة ونحوها وهى اشارة إلى شدة وقع المطر. قال الطريحي (ره): أي أفواهها. والعزالى - بفتح اللام وكسرها -: جمع العزلاء مثل الحمراء وهو فم المزادة، فقوله: " أرسلت السماء عزاليها " يريد شدة وقع المطر على التشبيه بنزوله من افواه المزادة ومثله ان الدنيا بعد ذلك ارخت عزاليها. انتهى.
[2] أي ان تقبل إلى بخوف وطمع. (*)

نام کتاب : تحف العقول نویسنده : ابن شعبة الحراني    جلد : 1  صفحه : 500
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست