responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تحف العقول نویسنده : ابن شعبة الحراني    جلد : 1  صفحه : 456
وأما انقطاعك إلي فيعززك بي. ولكن هل عاديت لي عدوا وواليت لي وليا. وروي أنه حمل له حمل بز [1] له قيمة كثيرة، فسل في الطريق، فكتب إليه الذي حمله يعرفه الخبر، فوقع بخطه إن أنفسنا وأموالنا من مواهب الله الهنيئة و عواريه المستودعة يمتع بما متع منها في سرور وغبطة ويأخذ ما أخد منها في أجر وحسبة [2]. فمن غلب جزعه على صبره حبط أجره ونعوذ بالله من ذلك. وقال عليه السلام: من شهد أمرا فكرهه كان كمن غاب عنه. ومن غاب عن أمر فرضيه كان كمن شهده. وقال عليه السلام: من أصغى إلى ناطق فقد عبده، فإن كان الناطق عن الله فقد عبد الله، وإن كان الناطق ينطق عن لسان إبليس فقد عبد إبليس. وقال داود بن القاسم [3]: سألته عن الصمد ؟ فقال عليه السلام: الذي لا سرة له [4]. قلت: فإنهم يقولون: إنه الذي لا جوف له ؟ فقال عليه السلام: كل ذي جوف له سرة. فقال له أبو هشام الجعفري في يوم تزوج ام الفضل ابنة المأمون: يا مولاي لقد عظمت علينا بركة هذا اليوم فقال عليه السلام: يا أبا هاشم عظمت بركات الله علينا فيه ؟ قلت: نعم يا مولاي، فما أقول في اليوم ؟ فقال: قل فيه خيرا، فإنه يصيبك. قلت: يا مولاي أفعل هذا ولا اخالفه. قال عليه السلام: إذا ترشد ولا ترى إلا خيرا. وكتب إلى بعض أوليائه: أما هذه الدنيا فإنا فيها مغترفون ولكن من كان هواه هوى صاحبه ودان بدينه فهو معه حيث كان [5]. والآخرة هي دار القرار. وقال عليه السلام: تأخير التوبة اغترار. وطول التسويف حيرة. والاعتلال على الله هلكة [6] والاصرار على الذنب أمن لمكر الله " ولا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون [7] ".

[1] الحمل - بالكسر - ما يحمل. والبز - بالفتح والتشديد -: الثياب من القطن أو الكتان. وأمتعة التاجر من الثياب. وأيضا: السلاح. وسل الشئ: سرقه خفية، والسال: السارق.
[2] الحسبة - بالكسر -: الاجر.
[3] مر ترجمته آنفا.
[4] السرة - بالضم والتشديد -: التجويف الصغير المعهود في وسط البطن.
[5] فإذا كان ميلك وهواك إلى وتحبنى كنت انت معى حيث كنت انا.
[6] أي من تجنى على الله باثم فقد فسد روحه وخبث طينته فكان فيه هلاكه.
[7] سورة الاعراف آيه 97. (*)

نام کتاب : تحف العقول نویسنده : ابن شعبة الحراني    جلد : 1  صفحه : 456
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست