responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تحف العقول نویسنده : ابن شعبة الحراني    جلد : 1  صفحه : 392
يا هشام إن كل الناس يبصر النجوم ولكن لا يهتدي بها إلا من يعرف مجاريها ومنازلها. وكذلك أنتم تدرسون الحكمة ولكن لا يهتدي بها منكم إلا من عمل بها. يا هشام إن المسيح عليه السلام قال للحواريين: " يا عبيد السوء يهو لكم طول النخلة [1] وتذكرون شوكها ومؤونة مراقيها وتنسون طيب ثمرها ومرافقها [2]. كذلك تذكرون مؤونة عمل الآخرة فيطول عليكم أمده [3] وتنسون ما تفضون إليه من نعيمها ونورها وثمرها. يا عبيد السوء نقوا القمح وطيبوه وأدقوا طحنه تجدوا طعمه ويهنئكم أكله، كذلك فأخلصوا الايمان وأكملوه تجدوا حلاوته وينفعكم غبه [4]، بحق أقول لكم: لو وجدتم سراجا يتوقد بالقطران [5] في ليلة مظلمة لاستضأتم به ولم يمنعكم منه ريح نتنه. كذلك ينبغي لكم أن تأخذوا الحكمة ممن وجدتموها معه ولا يمنعكم منه سوء رغبته فيها. يا عبيد الدنيا بحق أقول لكم: لا تدركون شرف الآخرة إلا بترك ما تحبون، فلا تنظروا بالتوبة غدا، فإن دون غد يوما وليلة وقضاء الله فيهما [6] يغدوا ويروح بحق أقول لكم: إن من ليس عليه دين من الناس أروح وأقل هما ممن عليه الدين وإن أحسن القضاء وكذلك من لم يعمل الخطيئة أروح هما ممن عمل الخطيئة وإن أخلص التوبة وأناب. وإن صغار الذنوب ومحقراتها [7] من مكائد إبليس، يحقرها لكم ويصغرها في أعينكم فتجتمع وتكثر فتحيط بكم. بحق أقول لكم: إن الناس في الحكمة رجلان: فرجل أتقنها بقوله وصدقها بفعله. ورجل أتقنها بقوله وضيعها بسوء فعله،

[1] يهو لكم أي يفزعكم وعظم عليكم.
[2] مؤونة المراقى: شدة الارتقاء. والمرافق: المنافع وهى جمع مرفق - بالفتح -: ما انتفع به.
[3] الامد: الغاية ومنتهى الشئ، يقال: طال عليهم الامد أي الاجل. والنور - بالفتح -: الزهرة.
[4] الغب - بالكسر -: العاقبة. وأيضا بمعنى البعد.
[5] القطران - بفتح القاف وسكون الطاء وكسرها أو بكسر القاف وسكون الطاء -: سيال دهنى شبيه النفط، يتخذ من بعض الاشجار كالصنوبر والارز فيهنأ به الابل الجربى ويسرع فيه اشعال النار. وقوله: " نتنه " أي خبث رائحته.
[6] كناية عن الموت فانه يأتي في الغداة والرواح.
[7] في بعض النسخ [ ومحقرتها ]. (*)

نام کتاب : تحف العقول نویسنده : ابن شعبة الحراني    جلد : 1  صفحه : 392
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست