responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تحف العقول نویسنده : ابن شعبة الحراني    جلد : 1  صفحه : 387
نفسه، فكأنما أعان هواه على هدم عقله. ومن هدم عقله أفسد عليه دينه ودنياه. يا هشام كيف يزكو عند الله عملك وأنت قد شغلت عقلك عن أمر ربك وأطعت هواك على غلبة عقلك. يا هشام الصبر على الوحدة علامة قوة العقل، فمن عقل عن الله تبارك وتعالى اعتزل أهل الدنيا والراغبين فيها، ورغب فيما عند ربه [ وكان الله ] آنسه في الوحشة وصاحبه في الوحدة. وغناه في العيلة ومعزه في غير عشيرة [1]. يا هشام نصب الخلق لطاعة الله [2]. ولا نجاة إلا بالطاعة. والطاعة بالعلم. والعلم بالتعلم. والتعلم بالعقل يعتقد [3]. ولا علم إلا من عالم رباني. ومعرفة العالم بالعقل. يا هشام قليل العمل من العاقل مقبول مضاعف. وكثير العمل من أهل الهوى والجهل مردود. يا هشام إن العاقل رضي بالدون من الدنيا مع الحكمة. ولم يرض بالدون من الحكمة مع الدنيا، فلذلك ربحت تجارتهم. يا هشام إن كان يغنيك ما يكفيك فأدنى ما في الدنيا يكفيك. وإن كان لا يغنيك ما يكفيك فليس شئ من الدنيا يغنيك. يا هشام إن العقلاء تركوا فضول الدنيا فكيف الذنوب. وترك الدنيا من الفضل وترك الذنوب من الفرض [4]. يا هشام إن العقلاء زهدوا في الدنيا ورغبوا في الآخرة. لانهم علموا أن الدنيا طالبة ومطلوبة والآخرة طالبة ومطلوبة [5]، فمن طلب الآخرة طلبته الدنيا حتى

[1] العيلة: الفاقة.
[2] نصب - من باب ضرب على صيغة المجهول - بمعنى وضع، أو من باب التفعيل من نصب الامير فلانا ولاه منصبا. وفي الكافي [ ونصب الحق لطاعة الله ].
[3] اعتقد الشئ: نقيض حله. وفي بعض النسخ [ يعتقل ] هو أيضا نقيض حل أي يمسك ويشد.
[4] وزاد في الكافي [ يا هشام إن العاقل نظر إلى الدنيا وإلى أهلها فعلم انها لا تنال إلا بالمشقة ونظر إلى الاخرة فعلم انها لا تنال إلا. بالمشقة، فطلب بالمشقة أبقاهما ].
[5] في الكافي [ أن الدنيا طالبة مطلوبة وأن الآخرة طالبة ومطلوبة ]. (*)

نام کتاب : تحف العقول نویسنده : ابن شعبة الحراني    جلد : 1  صفحه : 387
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست